طريق الجنوب يا هيئة مكافحة الفساد!!

• يبدو أن وزارة النقل تذكرت بعد ست سنوات أن أحد مقاولي طريق الجنوب المزدوج تناسى استكمال أعمال الدك والسفلتة في مسافة تزيد عن ستين كيلا وظل المسار على وضعه السابق منذ أن أنشأته شركة بن لادن قبل أربعين عاماً.• ونحن إذ نحمدُ للوزارة هذه الإفاقة، لا نريد أن نسألها عن ماذا اتّخذت بشأن ذلك المقاول المستهتر؟. ولسنا في موقف البحث عن مصير المبلغ الذي خُصص لذلك الجزء، ومع أنه يحق لنا كمواطنين أن نتساءل عن الإجراء المتّخذ بحق المشرفين على المشروع الذين غضّوا الطرف، وتسلّموه بشكل مشوّهٍ، إلاّ أننا في الوقت الحاضر سنكتفي بمناشدة الوزارة إعادة النظر في الطريقة التي يجري العمل بها حاليًّا لترقيع ذلك الخطأ الفادح. حيث يلحظ العابرون أن المقاول الجديد قام بإزالة الطبقة الأسفلتية، وما تحتها، وبدأ أعمال القطع على طول المسافة التي تزيد عن ستين كيلاً، وتحوّلت حركة السير إلى المسار المقابل باتجاه واحد فقط، في حين كان بالإمكان أن تتم العملية مرحليًّا، بحيث يُجزّأ إلى مراحل، كل مرحلة ثلاثة كيلومترات مثلاً، وبعد الانتهاء منها، وإعادة فتحها يتم البدء في جزءٍ آخر وهكذا. لأن حركة السير حاليًّا لا تتسع سوى لسيارة واحدة في الاتجاهين، وهذا يعطّل مصالح الناس، ويتسبب في الحوادث، كما أن زيادة المطبات بشكلٍ لافت تزيد من معاناة الناس، خاصة المرضى، والحوامل، وتعرّض مركباتهم للتلف. لا سيما ونحن على أبواب موسم الصيف.• ما يمكن قوله إن ما يحدث الآن في طريق الجنوب هو صورة من صور التغاضي عن أخطاء المقاولين والمشرفين، ولعل هيئة مكافحة الفساد تبدأ أول ملفاتها بهذا الطريق، ففيه ما يستحق التأمّل، والدراسة، وفتح الملفات الساخنة.