وشهد المعرض الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في المنطقة الجنوبية لمركز الملك سلمان الدولي للمعارض والمؤتمرات بالمدينة المنورة , زيارة نحو 277,006 زوار، وانتهى بحصيلة مبيعات بأكثر من ثلاثة ملايين ريال، محققاً أهدافه الإستراتيجية في إثراء الحراك الثقافي، وإسهامه في بناء جيلٍ واعٍ ومثقف، وتشجيع القراءة والمعرفة وسط مشاركة أكثر من 300 دار نشر محلية وعربية ودولية، مقدمةً أكثر من 60 ألف عنوان، على مساحة 15 ألف متر مربع، وبرنامجاً ثقافياً يضم أكثر من 140 فعالية تستهدف الأدباء والمثقفين والشباب، وحتى الأطفال، إضافةً إلى ورش عمل منوعة ومخصصة لفئة ذوي الإعاقة من الصم والبكم، لأول مرة في تاريخ معارض الكتاب في المملكة.
وبهذه المناسبة ثمّن الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان تكاتف كل الإدارات والجهات ودور النشر، للخروج بنسخة مميزة من معرض المدينة المنورة للكتاب، الذي يمثل فرصة ثمينة لتلاقي الأفكار بين القُراء وصنّاع الأدب والمعرفة في قلب المدينة المنورة، التي عرفت على مر التاريخ كمنارة للإشعاع الثقافي.
وأشار إلى أن المعرض في نسخته الثانية قدم تطوراً وتنوعاً في فعالياته، ليُناسب القُراء والكتّاب والناشرين، وأسهم من خلال حصيلة مبيعاته في إنعاش صناعة الكتاب، وتنمية شغف الوصول إلى المعرفة بين زواره من جميع الفئات والأعمار، وهو ما يشجع الاستثمار في القطاعات الثلاثة: الأدب والنشر والترجمة، وفق تطلعات رؤية السعودية 2030 ومستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة.
وأوضح علوان أن الهيئة أجرت استطلاعات واستبيانات لقياس معدل رضا الزوار عن دور النشر والبرنامج الثقافي والمعرض ككل، واستقبلت الاقتراحات التطويرية التي ستسهم في تحسين تجربة الزوار في معرض المدينة المنورة للكتاب خلال الدورات المقبلة.
وقدم المعرض خلال أيامه العشر عروضاً مسرحية، وجلسات حوارية وندوات وورش عمل، بمشاركة نخبة من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها، لاسيما أبناء المدينة المنورة، إلى جانب أمسيات شعرية ضمن "ملتقى الشعر العربي حول العالم"، وأنشطة وألعاب تفاعلية للطفل، وخصص كذلك منصات لتوقيع الكتب، التقى فيها الكُتاب والقراء، وركن خاص بـ "المؤلف السعودي" أتاح لـ 200 عنوان للمؤلفين السعوديين من أصحاب النشر الذاتي بعرض كتبهم للزوار وبيعها، إلى جانب مناطق للقراءة للراغبين في تصفح كتبهم داخل المعرض، ومطاعم ومقاهي لجلوس الزوار واستراحتهم في أجواء المكان، فضلاً عن أجهزة الخدمة الذاتية لتيسير تجربة الزوار وتسهيل الوصول لدور النشر والبحث عن الكتب.
كما احتضن المعرض منطقة للطفل حفلت بعشرات الأنشطة الأدبية والثقافية التي تعزز القدرات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين، وتهدف إلى إلهام الأطفال وتنمية حب القراءة والاستطلاع لديهم، وتعزيز الجانب القرائي بطرق حديثة ومتنوعة، وتقوية الثقة بالنفس، حيث تتضمن المنطقة جدران وألعاب تفاعلية، ومسرح لقراءة القصة وعرض مسرحية الدمى والمسابقات الجماعية، ومتاهة تشمل ألغازاً معرفية، وركن "أنا وعائلتي" ليشارك الطفل والديه في حل المسابقات والتحديات، وأركان لرواية القصة وصناعتها، إلى جانب ورش عمل للأطفال تساعدهم على صقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم.
يشار إلى أن معرض المدينة المنورة للكتاب يعد ثاني معارض الكتاب في المملكة التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة هذا العام، وكان معرض الشرقية للكتاب في شهر مارس الماضي أول المعارض، وينتظر أن يتلوهما معرضين للكتاب في الرياض وجدة خلال العام الجاري ضمن مبادرة "معارض الكتاب"، إحدى المبادرات الإستراتيجية للهيئة.