Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

المعلم (الملاك)..!

A A
* لست هنا بصدد الحديث عن دور المعلم، ومكانته، وما يجب تجاهه، فذلك أمر معلوم، حتى وإن واجه المعلم في مواضع كثيرة من (الاختبار) لذلك بعضًا من الجحود، بل والهجوم المعتاد، الذي دأب على سن رماح آلته للنيل من المعلم، ومكانته.

* وأحسب أن من يقف خلف ذلك ضحية لجملة من المعطيات المتعددة، التي تبدأ من فشل في ذاته، مرورًا بالحسد لما يحظى به المعلم من مكانة، وصولاً إلى (مع الخيل يا شقرا)، وحيثما مالت رياح (الترند) يميل!

* إلا أنه وإن تصور من خلال تلك الحملات المركزة تجاه المعلم أنها تمثل الانطباع العام، فذلك عكس الحقيقة، لأن الغالب، وبحمد الله لازال يحفظ للمعلم مكانته، ويثمن دوره، وفي مواطن (يدافع) عنه.

* وحتى لا أستغرق في التمهيد لما أود التطرق له في مقال اليوم، فإن دور المعلم وفضله، لا يمكن بحال أن يصادر، فسوف يظل جبلاً أشم، لا ولن تنال منه معاول (المأزومين) تجاهه، الذين حتى مع استغراقهم في تلك الحرب، يدركون حقيقة رهانهم الخاسر، إلا أنهم وبشغف البقاء في (الضوء)، ليس أمامهم إلا مواصلة المسير، وفي ذات الاتجاه، حتى وإن صادف في صباح اليوم التالي، وهم يشدون على يد المعلم، ويناشدونه أن يستوصي بأبنائهم خيرًا!

* فلا مجال أمامهم إلا أن يعودوا للمعلم الذي في المساء (جحدوا) فضله، وطاروا في عجة من طار بسبب خطأ من معلم هنا، أو تجاوز معلم هناك، وكم هي النسبة ياترى لكل ذلك مع ما تقدمه (أمة) المعلمين من حرصٍ، وتفانٍ، وإخلاصٍ، في أداء رسالة يكفيها فخرًا، وشرفًا أنها مهنة الأنبياء.

* وفي ذات الاتجاه هنالك عينة من الآباء، والأمهات، الذين (فشلوا) في تربية أبنائهم، وأخفقوا في تقويم سلوكهم، ومع ذلك (يُصرون) على أن يقوم المعلم بذلك نيابة عنهم، (وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر)، ثم إذا ما (قل) ذلك الطالب أدبه مع معلمه، وجاءت ردة فعل المعلم بما ينتظره منه المتربصون، ثارت ثائرتهم، في وقت يشهد الواقع أن الواحد منهم يضيق بأبنائه، ومع ذلك لا يضع أي اعتبار لمعلم يقف أمام عدد كبير من الطلاب مختلفي المشارب، متفاوتي المقاييس خلقًا، وتربية.

* إن المعلم ياسادة يدرك أن عليه أن يستوعبهم جميعا، حتى وإن تطاولوا عليه، أو قلّوا أدبهم معه، ويعرف كذلك كيف يتعامل مع تلك المواقف (حسب النظام)، الذي يستشهد به البعض عند كل تجاوز يحصل من أحد المعلمين، وهي حالات نادرة، ولا تشكل نسبة إذا ما أخذنا مجموع المعلمين، ثم هل النظام الذي تستدعيه على المعلم أسقط عنك (واجب) تربية أبنائك؟!

* لنصل إلى أن من يطالب بالمعلم (الملاك)، عليه أن يقوم هو كذلك بدوره في تربية أبنائه، وأن يحرص على تنشئتهم تنشئة توقر الكبير، وتحترم أصاحب الفضل، ومنهم المعلم، كما يجب ألا يغيب عن أولئك وهم يقومون بذلك الدور الهام، وتلك المسؤولية الجسيمة، أنهم يغرسون في حقولهم، وأنهم أول من (يستطعم) ثمرتها عندما يطيب جناها.

* أما المعلم، الذي قام بدوره كما يجب، فسيمضي تاركًا خلفه فضلاً، وأثرًا، ومكانة هي أكبر من أن ينال منها من (لم ينجح) على مقاعد الدراسة، لا لقصور في المعلم، ولكن لعيب فيه، ثم هل من الإنصاف أن نأخذ (أمة) المعلمين بجريرة تقصير أو تجاوز لمعلم أو اثنين أترك لكم الحكم.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store