Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

متى نصوم ونحج في التوقيت الصحيح؟! (2)

A A
الإسلام هو الدين العالمي الكامل الخاتم والصالح لكل زمان ومكان، لذا لابد أن يتوافق مع أمور كونية جامعة كالفصول المناخية وحركة الأبراج وحركة الأرض حول الشمس كونها ثابتة في أزمنة محددة.. وعندما حرم الله سبحانه وتعالى الأربعة أشهر الحرم لم يحرمها إلا لحكمة والحكمة هي لأن فيها أشهر الحج (المعلومات) قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ) فحرَّم فيها القتال لنشر الأمن عند بيت الله وفي الطرق المؤدية إليه، وأضاف البعض أن تحريم الصيد فيها دخل في تلك الأشهر لأنها تعد مواسم توالد للحيوانات حفاظاً عليها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).

قال تعالى (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) فهذه الآية الكريمة فيها التأكيد والتفصيل بجلاء على دور الليل والنهار اللذين يرتبطان بحركة الشمس لا بالقمر حين تم ربطهما بحساب عدد السنين فالآيات تتضافر لتبين أنه لابد من الشمس والقمر معًا لمعرفة عدد السنين والحساب، وهذا يعني أن التقويم يجب أن يكون شمسياً قمرياً فكل التقاويم العالمية المستعملة منذ فجر التاريخ تحسب بحركة الأرض حول الشمس لا بحركة القمر حول الأرض وكل المحاولات التي تمت بحساب حركة القمر حول الأرض فشلت ولم تستمر ولا يوجد سنة اسمها السنة القمرية فهي ليست سنة أو حولاً لعدم توافقها مع الفصول المناخية والظواهر الفلكية وحركة الأبراج ولا وجود في الفلك أي في الطبيعة شيء اسمه السنة القمرية وحتى الطيور والأسماك والدواب والحشرات فُطرت على التعايش مع الفصول المناخية والأبراج وهي تنظم أمور حياتها وفقًا لها والإنسان كذلك مفطور أيضًا على البحث عما يتسق مع ما تهتدي إليه هذه الكائنات بفطرتها فالتقويم الصحيح من مقتضيات الفطرة ودين الإسلام هو دين الفطرة والسنة الشمسية هي التي تحقق شروط وحدة زمنية مناسبة للإنسان كونها تتعامل مع ظواهر فلكية ومناخية متتابعة ومتكررة بنفس التوقيت وتحقق شرط الدورية لذا تسمى (حولاً).

والتقويم العربي قبل الإسلام وفي عهد النبوة كان قائماً على حركة الشمس والقمر معاً معدلة بأيام النسيء الذي كان متبعاً ولم يرد في القرآن الكريم ولا في الآثار النبوية ما يدل على إلغائه أو تعديله، لذا لا يوجد سبب شرعي يمنع التعديل، بل إن الشرع يدعو إلى عدم مخالفة النظام الرباني في تحديد الأشهر الحرم والموعد الزمني الذي حدد فيه زمني الحج وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن في ليلة محددة زمنياً والتي هي خير من ألف شهر وما يحدث في التقويم الهجري القمري يتبدل كل عام في أزمنة مختلفة يعد مخالفة بيّنة وحتى اليوم الذي يعد أصغر وحدات الشهر نهاره يبدأ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها وليله يبدأ بغروب الشمس وينتهي بطلوعها ولا يحسب بطلوع القمر أو غروبه وحتى أسماء الأشهر العربية مرتبطة في مسمياتها ومعانيها بالفصول المناخية بطريقة لا ريب فيها لكن غيرت بما يخالف كتاب الله والفطرة البشرية والفصول المناخية والتقاويم العالمية، وصيام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بداية فصل الخريف أي في 23 سبتمبر وهو وقت الرمضاء التي تأتي بعد فصل الصيف.

وفي الختام عند تعديل التقويم ليوافق الشهر الذي صام فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بداية الخريف 23 سبتمبر سيكون التالي:

- كل المسلمين سيصومون في يوم واحد في كل بقاع الأرض.

- سيكون عيد كل المسلمين في كل البقاع في يوم واحد.

- ستكون ساعات الصيام متقاربة جداً في مختلف البقاع لأن الشمس سوف تكون عمودية على خط الاستواء.

- سيكون صيام كل المسلمين على الكرة الأرضية في طقس معتدل تقريباً.

- سيكون شهر الحج في المشاعر المقدسة معتدل لأنه سيكون في أواخر شهر نوفمبر وهذه الفترة طقسها معتدل في المشاعر.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store