Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

في الخليج.. الإنسان قبل النفط

A A
في الخليج، نحيا ربيعاً دائماً.. في مُحيط مُضطرب.. نعم.. عاش أجدادنا حياةً صعبة، بل حتى آباؤنا وأمهاتنا، أمي دائماً تُحدثني عن حياة التعب والفقر والعازة في الصحراء.. لكنهم تمسكوا بأرضهم، أحبوها كما هي، عاشوا على الكفاف بها، كِراماً أحراراً في وطن حدوده هُم حُماتها.. انفجر باطن الأرض نِعَماً غير مُتوقعة، جاء النفط، بدأ الخير.. استوطن البدو المُدن، اتّجه أبناء القُرى للمُدن كذلك، تضافرت الجهود، سواعد البناء أصبحت تستهدف تنمية هذه الأرض، وبدأت مسيرة تنمية بُلدان الخليج.. النفط موجود في الكثير من البُلدان، لماذا دُول الخليج كانت استثناء، وأصبح النفط مُرتبطاً بالتنمية والرخاء والازدهار؟.
السبب بكل بساطة هو ارتباط الشعب بالأرض، وانتماء القيادة للشعب، حكّام دُول الخليج عاشوا ما عاشت شعوبهم من حياةٍ صعبة، واجهوا معاً التحديات والعوائق والمخاطر، لذلك كانت نظرتهم لهذا الخير الذي تفجّر من باطن الأرض مُختلفة عن الآخرين، لقد أدركوا بأنها هبة الله لأُناس عانوا طويلاً من كبد الحياة، فوجّهوا العوائد لتنمية الإنسان وإعمار الأرض، وأصبح بترول الخليج ذا أثر عظيم، فكثير من الدول لديها نفط؛ لكنه تحول لنقمة للتحزبات والفتن والأطماع والانفلات والهستيريا التي جعلتهم غير مؤمنين بأوطانهم.. نعم.. نحن في الخليج محسودون على نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والازدهار، محسودون على علاقتنا مع حكّامنا وارتباطنا بهم وحبنا ووفائنا لهم، محسودون على أوطاننا التي حوّلت النفط لعامل يُسهم في البناء لا في الخراب.. أكتب هذا المقال بعد مشاهدة حلقة الشاعر عبدالرحمن الشمري، والتي تحدث فيها طويلاً عن حسد البعض ممن باعوا أوطانهم على ما نعيشه من رخاءٍ في بلدان الخليج، واستذكرتُ معه الكثير من النِعَمْ التي نحيا بها، وتستحق أن أُعيد الحديث عنها دائماً وأبداً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store