Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

باريس.. الرياض.. لغز العلاقة

A A
العلاقات السعودية - الفرنسية ليست وليدة اليوم، بل إنها ممتدة منذ القدم، والمواقف المُتباينة بين الرياض وباريس كانت متوافقة -الى حدّ ما- رغم «الاختلافات» في وجهات النظر في بعض القضايا وليست «خلافات».

«الرياض» و«باريس» قُطبان لمرحلة عالمية جديدة تتشابك فيها المصالح وتتقاطع فيها القرارات، ولم يكن يوماً من الأيام أن هُناك -رفضاً تاماً- لأي من الجانبين لوجهات نظر الآخر في أمور تتعلق بالسياسات العالمية وبالتوازن الاقتصادي والتغيير المناخي وغيرها من القضايا المطروحة.

ولو عُدنا الى التاريخ.. كانت فرنسا سبّاقة بالاعتراف بحكم جلالة ملك الحجاز وسلطان نجد ومُلحقاتها عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عام 1926م، وعُقدت معاهدة «الجزيرة» بين المملكة وفرنسا عام 1931م.

عقب إعلان توحيد المملكة عام 1932م، كانت فرنسا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع السعودية، وأنشأت أول بعثة دبلوماسية في مدينة جدة عام 1936م، ودخلت العلاقات السعودية الفرنسية مرحلة جديدة متميزة ومستمرة إلى الآن عقب الزيارة التاريخية لجلالة الملك فيصل -رحمه الله- إلى فرنسا عام 1967م.

ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان دفة الحكم وسمو الأمير محمد ولاية العهد بدأنا بمرحلة جديدة من العلاقات الدولية ومع التطورات الأخيرة في التوازن العالمي والقوى والمُستجدات الأخيرة من حرب اليمن وأحداث الحرب الأوكرانية وحرب النفط والطاقة ومواقف «أوبك وأوبك بلس» والقرارات الدولية التي أثرت على توازن العالم وعلى المستقبل، ومواقفنا كدولة مستقلة لها ثقلها وموقفها وموقعها الجديد في هذا العالم تغيّرت النظرة إلى السعودية كقائد ومُؤثر في الخارطة الدولية الجديدة، وما إعادة «العلاقة مع إيران» و«حل أزمة سوريا» و«تصفير المشكلات» الاّ نقطة تحوّل إيجابية لبناء منطقة جديدة خالية من الحروب والتوترات.. نظراً للحاجة الماسة إلى العمل الداخلي من خلال الاستثمار والاستقرار، وجلب العالم نحو المنطقة لضخ المليارات والعمل جنبًا الى جنب.

برز دور المملكة ودور (عرّاب) الرؤية الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والذي أُستقبل في «قصر الإليزيه»، وغيّر الرئيس الفرنسي من برنامجه ليكون على رأس مستقبليه، ومن المنتظر أن تكون الزيارة مثمرة بالعديد من القرارات والاتفاقيات التي تنعكس على المنطقة والعالم أجمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store