Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

طلاب تهامة.. واقتحام العقبة!

A A
يُقصد بـ(تِهامة)، الجزء الممتد من أصدار جبال السروات شرقًا حتى البحر الأحمر غربًا، وتهامة هذه تنقسم إلى قسمين: القسم الأول- تهامة الجبل، وتمتد عَرْضًا من أصدار جبال السروات شرقًا حتى التقاء الجبال التهامية المنخفضة بالسهل الساحلي غربًا، القسم الأخير- تهامة الساحل، وتمتد عَرْضًا من نهاية القسم الأول شرقًا حتى البحر الأحمر غربًا. حديثي عن تهامة سيكون عن الجزء الجبلي من تهامة -الذي عرفنا عرضه- وفي الوقت نفسه يمتد طُوْلًا من شمال محافظة الحَجْرة التابعة لمنطقة الباحة شمالًا حتى جنوب محافظة رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير جنوبًا بطول يقارب الـ(٣٥٠)كم، وما بين هاتين المحافظتين نجد محافظات (قلوة والمخواة وغامد الزناد) بمنطقة الباحة، ومحافظة (العُرضيات) بمنطقة مكة، ومحافظات (المجاردة وبارق ومحايل ويمكن إدراج محافظة البِرْك معها) بمنطقة عسير. هذا يعني أن لدينا في هذا الجزء التهامي الجبلي (١٠) محافظات، وهذه المحافظات ذات اتساع جغرافي وكثافة سكانية. الشاهد في الأمر هو قضية التعليم الجامعي؛ فقد حظيت أكثر هذه المحافظات بفروع لجامعتَي الملك خالد والباحة، هذه الفروع تتفاوت كمًّا وكيفًا من محافظة لأخرى، وفي الفترة الأخيرة تم تقليص بعض الكليات وأعداد القبول فيها، وتم حصر القبول في درجة البكالوريوس على مقر جامعة الملك خالد في أبها ومقر جامعة الباحة في الباحة، وربما هناك نية لإلغاء بعض الفروع من بعض المحافظات مستقبلًا. قرار التقليص ثم قرار اقتصار إعطاء البكالوريوس على مقر الجامعات فقط هذا أدى إلى إشكاليتَين: الإشكالية الأولى- هجرة بعض الأهالي للمدن الرئيسية ليكونوا بالقرب من الجامعات، الإشكالية الأخيرة حركة التردد اليومي بين تهامة (حيث يسكن طلاب تهامة وطالباتها) هذا من جهة وأبها والباحة (حيث تقع جامعتا الملك خالد والباحة) من جهة أخرى، هذا التردد الكثيف بين تهامة والسراة يتم بشكل يومي عبر (عنق زجاجة)، وأعني به العقبات الرسمية الواصلة بين تهامة والسراة، هذه العقبات تمثل حلقة الوصل الرئيسية بين تهامة - حيث يسكن طلاب تهامة وطالباتها- والسراة - حيث يوجد مقر الجامعتين (الملك خالد والباحة)-. على هذا فالكثير من طلاب تهامة وطالباتها يقتحمون هذه العقبات بشكل شبه يومي -وخاصة الطالبات- ما يعني تعرضهم للخطر باستمرار وتعرضهم للإرهاق، وذهاب الأوقات في التنقل والذهاب والإياب. من هذ المنطلق فإن من الحلول هو أن يتم التوسع في فرعين من تلك الفروع التهامية، وليكن مثلًا فرع المخواة للجزء الشمالي من تهامة، وفرع محايل للجزء الجنوبي من تهامة، بحيث يضم الفرعان كافة التخصصات ويمنحان درجة البكالوريوس، وتتم زيادة الاستيعاب فيهما، والأكمل من ذلك هو إنشاء جامعة مستقلة للقطاع التهامي؛ فتهامة وطلابها وطالباتها جديرون بهذا الصرح العلمي الذي يضمن لهم الاستقرار بتوفيره التخصصات اللازمة والمطلوبة، ولا أرى وجاهة لما يتم حاليًّا من توزيع بعض التخصصات على الفروع في بعض المحافظات وذلك من باب تطييب الخواطر، وكأن القضية قضية محاصصة. التوسع في هذين الفرعين (محايل والمخواة) أو إنشاء جامعة مستقلة له انعكاساته الإيجابية؛ ومنها توفير الاستقرار للطلاب والطالبات بدلًا من الاقتحام اليومي للعقبات الجبلية، ومنها الحد من الهجرات السكانية للمدن الرئيسية وتوفير الوقت والجهد.بقي القول إنه ليس في الأمر من جديد حينما أذكِّر بأن (محافظة العُرضيات) التابعة لمنطقة مكة تتوسط محافظات الباحة بكلياتها شمالًا ومحافظات عسير بكلياتها جنوبًا، لكنَّ الكليات -حتى اليوم- لم تهتدِ إليها، ولعل القادم يحمل لها البشارة بإذن الله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store