Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

الوداع المر!!

A A
غادر رئاسة التحرير زميل التعب وصديق الوقت وجميل الأداء؛ وصادق الحب للوطن، والحريص دائماً وأبداً على أن تكون هذه الصحيفة صوتاً للوطن والمواطن، الزميل الذي أفنى شبابه بين جدران هذه الصحيفة الموقرة، والمكان الذي تعرفه ممراته وأركانه، وغرفه ونوافذه. هذا الرجل الذي حمل على عاتقه صرير القلم، ونبض الحروف، نعم غادرنا أخي وصديقي وأستاذي محمد بن علي الزهراني رئيس التحرير المكلف لهذه الصحيفة الفاضلة، ليرتاح، ويستمتع بوقته مع أهله وأبنائه وبناته، هذا الرجل الشامخ بحق، والصحفي الشرس الذي كان يقف بحزم ضد أي عبث يكاد يقترب من أطراف الأرض أو الصالح العام، هذا الرجل الذي علَّمني كيف أضع في عباراتي الفواصل، وكيف أختار الجُمل التي تذهب إلى المكان الذي يحتاج إلى إشارة صادقة تعود بالنفع على الوطن والمواطن، الذي ينتظر بالفعل مَن يكتب له بعض ما يهمه!!، وهو ما اعتادت عليه هذه الصحيفة، التي قالت للقارئ الحصيف النظيف "صوتك قلمنا"، وحملت هذه الأمانة لتكون الصوت الذي ظل وسوف يبقى ويبقى قوياً ونابضاً مدى الحياة..

تحياتي ومحبتي لك أخي أبا أيمن، أيها الرجل الأنيق، طويل القامة، والنحيل، الذي يستحيل أن يقبل على نفسه أن يسيء للأرض أي أحد، تحياتي لك وأنت المحارب الذي ظل ينزف حبره دماً في عالم الصحافة، التي أكلت من عمرك الكثير، ومن حقك أن تغادر اليوم أيها الفارس الشهم لترتاح من وجع الصحافة، تاركاً المهمة للزميل الجميل الأستاذ محمد حسني محجوب، ليُدير رئاسة التحرير بعدك، وهو رجل المهمات الصعبة وفقه الله؛ ووفقك الله، ووفقنا جميعاً لخدمة وطننا بأمانة..

خاتمة الهمزة.. (لا) يوجد شيء يحزنني أكثر من كلمات الوداع الموجعة، وخاصة حين يكون الوداع لشخص له في حياتي مكانة وقيمة.. وداعاً أبا أيمن يا صديق الحياة، والحياة كلمة.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store