Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

متسول لكل مواطن!

تخرج من منزلك طالباً للستر والعافية وباحثاً عن رزقك باتجاه معترك ذلك الرزق فتفاجأ بتلك الأسراب الملونة من المتسولين يقفون تباعاً حولك كل ينشدك فإشارات المرور أصبحت متكدسة بتلك الأعداد الكبيرة من ال

A A

تخرج من منزلك طالباً للستر والعافية وباحثاً عن رزقك باتجاه معترك ذلك الرزق فتفاجأ بتلك الأسراب الملونة من المتسولين يقفون تباعاً حولك كل ينشدك فإشارات المرور أصبحت متكدسة بتلك الأعداد الكبيرة من المتسولين المختلفة ألوانهم وأجناسهم وأعمارهم والمختلفة أساليبهم ثم تتجه إلى المتجر فتجد الأبواب مثقلة بأولئك المتسولين وفي محطة الوقود وفي الطرقات وحتى على أبواب المساجد وداخل المباني حيث بلغ بهم الأمر الى طرق الأبواب إنها ظاهرة غريبة تدل بكل تأكيد على أن وراء الأكمة ما وراءها وأن من وراءها يحمل فكراً قيادياً يتحرك وفق خطط استراتيجية بعيدة المدى خطة تحمل رؤية أراها قد تكون (متسول لكل مواطن) ولها أهداف وبرامج وآليات قد تفوق خطط بعض مؤسساتنا في دقتها حيث نرى أن الأعداد تزداد يوماً بعد يوم والانتشار يتسع يوماً بعد يوم حيث لم يبق مكان واحد داخل المدن لم يشغل بأولئك المتسولين ولعل المتتبع والمتفحص لتلك الظاهرة اللافتة يجد فيها العجب العجاب من الاساليب التسولية فالبعض يحمل اطفالاً لم يكملوا سنتهم الاولى ويتجولون بهم تحت الشمس الحارقة والبعض يستخدم الكثير من القُصَّر مما يخالف حقوق الانسان في الشرائع السماوية والقوانين الدولية والبعض منهم يمارس اسلوب الخطب العصماء بعد كل صلاة والبعض الاخر يمارس حالات مصطنعة للتحايل من خلال التظاهر بالاعاقة الجسدية بل ان البعض منهم اصبح يمارس اسلوب التهجم بالألفاظ البذيئة او التمتمة لإبراز استيائه على عدم تقديم المساعدة غير المشروعة له.انها اساليب اصبحنا نشاهدها كل ساعة نتحرك فيها خارج منازلنا ونتأمل لمشاهدتها فهل نجد قريباً حلاً جذرياً لتلك الظاهرة المخزية وفق اساليب علاجية تتبعية لكل حالة من الحالات حتى يتضح من يقف خلف تلك الأسراب.ولعلي هنا اقترح على كل الجهات ذات العلاقة ان تسارع بإيجاد الحلول الجذرية لا الوقتية كأن تخصص مقراً محدداً بكل حي من الاحياء يلجأ اليه من تدفعه الحاجة الحقيقية لا المزيفة ليجد مبتغاه من الغذاء والكساء والدواء ومن يقبض عليه من هؤلاء المتسولين يتم ايداعه اماكن مخصصة لذلك حتى يتم اعادته الى دياره او معرفة من يقف خلفه ومعاقبته.ان ترك الامر هكذا وفقاً لذلك التنامي المخيف سيؤدي الى الكثير من القضايا الامنية والاجتماعية وحتماً ستكون نتائجها وخيمة وخاصة ان من يقف خلفها لا يحمل اي شيء يندم عليه لذا يستوجب الاسراع بدراسة تلك الظاهرة قبل علاجها حتى يكون العلاج شافياً.ثم لا ننسى ان تلك الصورة التي تظهر بها شوارعنا ومساجدنا ومتاجرنا من خلال تلك الاسراب البشرية المتسولة سيكون لها الاثر البالغ على تشويه صورة وطننا الحبيب الذي يسعى الى رفاهية مواطنيه ويقدم لهم كل غال ورخيص.وختاماً اتمنى من كل الجهات ذات العلاقة ألا تمارس اسلوب مكافحة التسول المتقادمة جداً والتي لم تثبت جدواها منذ زمن بل عليها ان تمارس اسلوب الجزرة والعصا وقبل ذلك تتبع الجذور التي انطلقت منها ودوافعها ولعل ممارسة ذلك الاسلوب يكشف الكثير من الامور الامنية والاجتماعية التي يغفل عنها المسؤولين وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store