Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

صفعات «الداخلية».. تربك تجار السموم

A A
بعزم أكيد وإرادة لا تلين؛ يواصل عناصر وزارة الداخلية حربهم المقدسة ضد تجار المخدرات، لتحقيق الهدف السامي الذي وضعته القيادة الرشيدة باستئصال هذه الآفة التي تشكل خطراً يهدد أجيالنا المقبلة، وثروتنا البشرية المتمثلة في الشباب، الذين هم أمل هذه الأمة، لأنهم يشكلون نصف حاضرها وكل مستقبلها، فهم أغلى ما تمتلكه الشعوب، حيث لا معنى لأي طفرة اقتصادية أو نهضة اجتماعية أو ثقافية ما لم يكن هناك شباب مليء بالقوة والعزم، يحملون الوطن في حدقات عيونهم، ويضعونه بين أفئدتهم، فالشباب هم الفئة المستهدفة بكل الخطط التي تضعها الحكومات وتنفذها.

ومع أن المجتمع السعودي هو مجتمع متدين بطبيعة أفراده، الذين نشأ معظمهم في بيئة عامرة بروح التدين ومليئة بأخلاق المجتمع الفاضلة، إلا أن هناك من الشياطين من استطاع النفاذ إلى صفوف المجتمع عبر وباء المخدرات، الذي أصبح مشكلة عالمية لا تكاد تسلم منها دولة من الدول.

ولأن المملكة دولة حباها الله بارتفاع نسبة الدخل لدى أبنائها؛ نتيجة للثروات العظيمة التي أكرم بها الله سبحانه وتعالى هذه البلاد وجعلها قبلة للملايين الذين يقصدونها بحثاً عن العمل الشريف، فقد استهدفتها عصابات تهريب المخدرات التي رأت فيها بيئة يمكن أن تحقق فيها الكثير من الأرباح المادية، ولو كان ذلك على حساب مواطنيها والمقيمين على أرضها.

كذلك تتمتع السعودية باستقرار سياسي ونماء اقتصادي وتطور في كافة جوانب الحياة، حيث تقطع في كل يوم شوطاً جديداً نحو النهضة والتنمية، وهو ما أشعل نيران الحقد والحسد في بعض النفوس المريضة، التي لا تريد لهذه البلاد أن تنمو وتزدهر، لذلك فكروا في تعطيل مسيرتها الظافرة عبر استهدافها في أعز ما تملكه، وهو ثروتها الشبابية، لا سيما أن المجتمع السعودي معروف بارتفاع نسبة الشباب بين سكانه، حيث تشير الإحصاءات السكانية إلى أن ثلثي السعوديين هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 35 عاماً.

لكل ذلك فكر أعداء النجاح في هذه الحيلة، بعد أن عجزوا عن مواجهة المملكة، لكنهم لم يدركوا أن الله سبحانه وتعالى الذي أكرم هذه البلاد بكل النعم المادية قد خصها بشباب يتشوقون لتقديم أنفسهم فداء لها، ولا يترددون عن تقديم كل ما يلزم لضمان أمنها واستقرارها، وهم عناصر الأمن من رجال الداخلية.

هؤلاء الأبطال الأشاوس نذروا أنفسهم لخدمة بلادهم، وحملوا أرواحهم بين أيديهم، طمعا في ما عند الله سبحانه وتعالى، ورغبة في خدمة مليكهم وبلادهم وخدمة مواطنيهم، لذلك يبذلون جهودا متواصلة دون أن يطرف لهم جفن، وتلين لهم عزيمة، يراقبون المنافذ ويحبطون خطط المهربين الذين لم يتركوا حيلة إلا لجأوا إليها لتهريب سمومهم، لكن محاولاتهم تفشل دائماً أمام يقظة رجال الأمن.

كما تبذل كافة الجهات المختصة جهوداً عظيمة لتفكيك عصابات التوزيع والترويج، حيث تتم مراقبتها وملاحقة أفرادها في جميع ربوع المملكة وعلى مدار الساعة. لذلك تتواصل النجاحات بصورة مذهلة، حيث يتم يومياً الإعلان عن تفكيك الشبكات وتوقيف المطلوبين؛ وإحالتهم للجهات العدلية المختصة كي يلقوا جزاءهم الرادع، الذي يُذهب شرورهم ويجعلهم عبرة لغيرهم.

لذلك فإني على ثقة أنه في خلال فترة زمنية وجيزة سيتم القضاء النهائي على هذه المشكلة في بلادنا، رغم أنها أصبحت مشكلة عامة تعاني منها جميع دول العالم بلا استثناء، لكن كما حققت بلادنا نصراً مؤزراً على بؤر الإرهاب والعنف؛ وسبقت العالم كله في هذا المجال، فسوف تكرر نفس هذا السبق وتقتلع آفة المخدرات بلا عودة.

وما دام يوجد في بلادنا من هم مثل جنودنا البواسل، الذين هم في كامل الاستعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل بلادهم، تقديراً لقيادتهم الرشيدة وولاة أمرهم، وعرفاناً لمواطنيهم وإخوانهم، يفترشون الأرض وسط الطين والصخور عند المنافذ، ويراقبون ويتابعون المهربين في الخارج، ويفككون شبكات التهريب والترويج. وما دام بيننا هؤلاء الأبطال الميامين؛ فإن هذه البلاد المباركة لن تُهزم بإذن الله، ولن تعرف سوى طريق النجاح والتقدم، حتى تظل راية التوحيد ترفرف إلى قيام الساعة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store