Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الإرهاب المسلح حده (الحرابة)

A A
عند سماع إعلان لوزارة الداخلية تقيم فيه حكمًا شرعيًا يصل إلى حد الحرابة فليس خلفه إلا تعدٍ على الأنفس والإخلال بالأمن والآمنين وارتكاب جرم بالغ، بل يكون ضحاياه أشلاء وأنفس ودماء، لذلك كان حكم الله في من يشهر سلاحه في وجه المجتمع متبعًا فكرًا ضالاً ومنحرفًا ليخلخل به الأمن ويواجه به أفرادًا من المجتمع عزلاً إنما هو ما شرعه الله سبحانه تعالى وأعلنه في كتابه وعرف باسم «الحرابة» في قوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، هذا إذا كان الفساد بوجه عام فكيف إذا كانت تلك الجرائم وحمل السلاح في دور عبادة وأداء واجب ديني نحو الله.

إن وصية رسول الله صل الله عليه وسلم وخلفائه من بعده لقادة الجيوش عند بعثهم في الأرض داعين إلى الله أن يتجنبوا دور العبادة وأهلها فلا يؤذيهم أحد احترامًا لقداسة الدين أيًا كان دينهم الذي يتبعوه، فكيف اليوم بمن تمتد أسلحته إلى دور العبادة فِي مجتمعنا لتنال من الأرواح وتصيب الأنفس ألا يستحق هذا النوع من التعدي أن يكون من جنس العمل وهو حكم الحرابة، فكيف إذا أضيف إلى مسرح الجريمة ارتكاب جرم أكبر منه وهو الخروج على ولي الأمر ومواجهة الأمن ورجاله بالسلاح والقتال فإن ذلك في العرف الدولي يصنف على أنه «إرهاب بالسلاح»، ولاشك أن هذا النوع من الإرهاب خلفه الإرهاب الفكري الضال الذي تقوده المجموعات الإرهابية التي شرعت لنفسها حق قتل الآخرين والتعدي عليهم باسم الدين والدين منهم براء.

إن الانتماء لمثل هذه الجماعات الارهابية انما هو إذان في مشروع الافساد في الأرض والتعدي على الأنفس وتسفيه المجتمع ونشر الفوضى بل هو انحدار نحو هاوية الدماء وتدمير الممتلكات والتعدي على الآمنين في حياتهم ودور عبادتهم، كما أنه خروج سافر على الانضباط الأمني وتمرد على أوامر من ولاهم الله سبحانه وتعالى الأمر وجعل في رقبتهم حفظ حقوق كل إنسان في الوطن من أن تهدر كرامته ويقتل.

الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة -حفظها الله- تستحق الإشادة ووسام المجتمع من الدرجة الأولى لأنها تصنع من خلال تلك الجهود حياة آمنة لأفراد المجتمع مع أن ذلك يكلفها الشيء الكثير من أرواح رجال الأمن الذين يضحون بأنفسهم من أجل دحض الإرهاب المسلح ومن خلفه من الجماعات الإرهابية وفكرها الفاسد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store