Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

إلا السودان..!

همزة وصل

A A
أتألم جداً على السودان؛ وكل ما يجري في هذا البلد الأنيق والشقيق جداً، والشعب الذي يمنحك من خلال أفعاله أشياء كثيرة، وتفاصيل عن شعب رضع الشهامة والقِيَم، وتعلَّم الرجولة في ميادين الحياة، والحقيقة أن لهذا الشعب مكانة خاصة عندي، من خلال علاقاتي مع كثيرين، وفي مقدمتهم زملاء التعب في هذه الصحيفة الموقرة، وكل واحد منهم بألف رجل وزيادة، واليوم تمر على السودان ظروف عصيبة، وحكايات سوداء، وتعب وعذاب (لا) يعلمه إلا الله، والأمل كل الأمل في أن يستفيد المتصارعون من تجارب الدول ودروس الأمس، وحرص بلادنا حكومةً وشعباً على أن تكون السودان الجار المستقر الآمن، وكلنا والله نرقب بخوفٍ شديد كل ما يجري هناك، متمنين للسودان السلامة والحياة السعيدة..

السودان بلد المحبة والسلام، بلاد الرجال السمر الكرام، بلاد حروفها وفاء، وألفها من الكبرياء، وسينها من السمو، ودالها ونونها الساكنة على جسدها المحني بسمرة أهلها الطيبين، البيض القلوب، والمثقفين والشعراء، والأطباء والمهندسين والصحفيين، وكل الذين عملنا معهم، وكل الذين تعلَّمنا منهم، وكل الذين قرأنا لهم كل ما كتبوه لنا، وهم يؤمنون بأن الوطن وحبه، والتضحية من أجله، أفعال (لا) ترسمها طلاء الأظافر، و(لا) تكتبها الطباشير، وهنا تحضر الحكمة التي لابد أن تتخلى عن كل المصالح الحياتية؛ لتحفظ للوطن هيبته وأمنه واستقراره، وتردّه للشعب الذي بات يئن ويتهدم ويتألم من وجع الموت والدمار، والسؤال هو: متى تنتهي تلك المعارك، ويعود السودان إلى هدوئه ووقاره!؟، ومتى هو السؤال الملح، والإجابة عليه أمل..!

(خاتمة الهمزة).. إلى كل زملائي ورفاقي، وكل السودانيين أقول لهم: اخسروا كل شيء إلا السودان... وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store