Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

سعودي في بغداد!!

A A
بغداد.. وما أدراك ما بغداد.. التاريخ.. عاصمة الخلافة العباسية، التي امتدت عصوراً تدير فيه العالم الإسلامي بأوج قوته.. حتى في حالات الضعف، ثم سقوط الخلافة الإسلامية.

بغداد ونهر دجلة وأشجار النخيل، العاصمة الأجمل في الشرق سابقاً بشوارعها ومقاهيها.

هارون الرشيد وليالي السمر والثقافة الممتدة عبر الزمن بكل قطعة منه.. سقطت بغداد، ولكنها لن تموت أبداً.. تعود ولو بعد حين، وعلى مر التاريخ حكايات زمن ممتد في جذوره تربط بغداد بنجد والحجاز، وقبائل متأصلة، وعائلات متواصلة، ونسب وقربى، وقبل كل ذلك دين ولغة وأواصر محبة عبر الزمن.

مرت بغداد بفترات عصيبة منذ نهاية القرن العشرين، وبداية الواحد والعشرين، صراعات ربما كانت بسبب الفوضى التي أعقبت حرب الخليج، وربما لأسباب لسنا من أهل السياسة لنفصلها، ولكن عاد الاستقرار، وعادت الحياة للشعب العراقي العربي الشقيق، وعادت بغداد، والشاي العراقي بمقاهيها التي تنبض بالحياة.. وعاد السعوديون لأشقائهم، وفرح العراقي الأصيل بأخيه السعودي، الذي تربطه به علاقات الدم والدين واللغة.

ويُثمِّن العراقيون مواقف المملكة العربية السعودية، وحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، والشعب السعودي تجاههم، التي ساهمت في استقرار العراق وعودته لحضنه العربي وثقله الدولي.

وما دعاني إلى الكتابة في هكذا موضوع، ما سمعته من أحد الأصدقاء الذي ذهب إلى العراق في مهمة رياضية.. يقول:

مقدار الفرح كان كبيراً عند الشارع العراقي، فعندما تُخبره أنك سعودي يحتضنك كأخ وضيف.. ففي المطاعم يصر البعض على ألا يأخذ ثمن طعامه، أو يعطيك سعراً أقل من الذي يعطيه للعراقيين، والحلاق يُعطيك نصف السعر كذلك، والفندق يعاملك كضيف أنت صاحبه.

بل إنه ذكر لي قصة غريبة، تعطيك ثقة بكونك سعودياً، يقول: وصلت إلى مكان أقصده، وليس معي نقود "فكة"، لأُحاسب التاكسي، فدخلت بقالة لأصرف، فوجدت صاحبها منهمكاً بلعبة الضومنو المنتشرة بالعراق، فطلبت الصرف، فقال: أنت سعودي؟.. فقلت: نعم، فلم يقم من مكانه واستمر باللعب قائلاً: افتح الدرج وخذ ما تحتاجه من الصرف، وأغلق درج النقود.

هي ثقة ورسالة حب للسعوديين جميعاً من شعب العراق اللطيف والمحب والمُرحِّب بعودة السعوديين لبلدهم الثاني العراق.

* خاتمة:

يقول أحد الشعراء في وصف بغداد:

طفت في شرق البلاد وغربها

وسيرت رحلي بينها وركابيا

فلم أرَ فيها مثل بغداد منزلا

ولم أرَ فيها مثل دجلة واديا

ولا مثل أهليها أرق شمائلا

وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store