Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

البنات بين الحريات والتفاهات!

A A
كتبت مقالاً قبل خمسة وعشرين عامًا بعنوان «فلتعود عزيزة» طالبت فيه أمورًا متعددة لصالح المرأة وتمكينها وفقًا للشريعة الإسلامية ولما يحقق مصالحها، والحمد لله تحققت كلها اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منها قيادة المرأة للسيارة، وإلغاء حق التوكيل عن المرأة وإنها تكون مثل الرجل في كل ما تريده من استحقاقات، ويرفع عنها الولاية في أمورها الحياتية، وقضايا تمكين أخرى تمنح المرأة حقها الإنساني.

ومع انفتاح العالم على التقنيات الحديثة لوسائل التواصل الاجتماعية تويتر والفيس بوك والسناب شات وتيك توك والواتس اب واليوتيوب وغير ذلك ظهرت على السطح نوعيات من البشر ذات مواهب متعددة، فيها الخير وفيها الشر، فيها ما له معنى وفيها ما لا معنى له، فيها الصحيح وفيها القبيح، فيها ما محتواه أدب وفيها ما كله قلة أدب، فيها ما يحترم قيمة الانسان وفيها ماهو عنصري، فيها ماهو صافٍ وفيها ماهو طائفي، تعددت فعلاً معطيات هذه الوسائل الاعلامية التواصلية وأصبح أظهار التفاهات علنًا ومخيفاً جدًا على سلوكيات الأطفال ومستقبل حياة الصغار وخرجت على الحياة الاجتماعية طفرة جينية جديدة تعرف باسم المشاهير شباب وشابات، وتبوأ المقدمة في التفاهة الشابات كونهن جنس لطيف تُحسّن الفلاتر من شكلهن وتضفي عليهن جمالاً مزيفًا في الصورة وإلا لو رأيت إحداهن على الطبيعة وبدون فلتر لتقززت من الشكل والصورة خاصة البوز الممدود مترين كمنقار بطة وشعرهن ورموشهن وكثير من مكوناتهن «عرية»، ولعل هذه الأشكال والصور التي غيرت من خلقهن الطبيعي هي أحد أسباب عزوف الشباب عن الزواج.

دعونا من الأشكال والصور لنعود إلى المحتوى خاصة محتوى البنات، ولو تجاوزنا بعض ما يقدم من محتوى ومضمون ممتاز وذي أهداف وهو يؤكد لنا بأن هناك فعلاً سيدات وبنات يرفعن الرأس بما يقدمنه وأنهن عندما سمح لهن بالحرية فِي تقديم أنفسهن والتمكين لهن وفق معطيات الحياة الإنسانية التي منحها الله لهن قدمت البنت السعودية صورة مشرقة وحسنة تنمي عن فكر نير وعطاء متميز يرفع من رأس المجتمع وهو محل تقدير كبير، غير أولئك منهن من تبوأن مناصب ومراكز يفتخر كل سعودي بهن أو من حققن إنجازات ونجاحات للوطن من الأكاديميات وغير الأكاديميات، ويبقى أن هناك التافهات من البنات خاصة اللاتي انتشرن في التيك توك وقدمن أنفسهن راقصات أو عنصريات أو مسترجلات أو مهرجات، حقًا بكل ما تعني الكلمة من معنى أنهن تافهات، يتحدثن في الغرف علنًا مع الرجال ويتسلين وكأن من يتحدثن معه من بقية أهلهن، وأسوأ الأمور انحدارًا من تتخذ من حسبها ونسبها مسلكًا عنصرياً ترفع عقيرتها على المجتمع وكأنها لم تحمل في بطن أمها تسعة أشهر أو أنها عند موتها لن توسد في التراب كغيرها، وهناك الأسوأ وهي من خالفت مفهوم الحرية واتبعت ضلال النسويات فانقلبت على أهلها ووطنها وقيادتها، ونسيت أن الدولة حفظها الله وضعت أنظمة وقوانين لحماية الوطن والمواطنين من العنصرية والمذهبية والطائفية.

فعلا يجب أن تكون هناك جهات رقابية لا يفلت من تأديبها كل شاب أو شابة يكون محتواه خروجًا على معايير القبول الاجتماعي أو الإنساني وأن يشهر بكل صانعي محتوى سيئ وتمنعه الدولة وتؤدبه وبالتالي تنظف وسائل التواصل الاجتماعي من السفاهات والتفاهات ويبقى من البنات من هن صاحبات محتوى مفيد للمجتمع ويزيد من ترابطه ويوثق عراه ويحفظه من زلة اللسان والبيان.

قد يسأل البعض لماذا ركزت على البنات في التفاهة دون الأولاد؟ إن من الأمور الفطرية أن تكون البنت ذات أدب وحياء وخجل وما تشذ عن ذلك إلا البنت التافهة أو التي لم تتلق تربية كافية في أسرتها بعكس الولد، هذا سبب والسبب الثاني أن غالبية التفاهات في وسائل التواصل الاجتماعي مصدرها البنات وليس الأولاد، أيًا كان الأمر فالوطن وأدابه العامة خط أحمر سواء من البنات أو الأولاد، وبهذه المناسبة أود أن أشكر الجهات الرسمية النيابة العامة ووزارة الإعلام وغيرهما مما له علاقة بالموضوع على عدم التهاون فيمن يصدر منه زلل تافه يمس مرتكزات الوطن، حفظ الله علينا ديننا ووطننا وقيادتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store