Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إبراهيم القَدْهي.. مرونة العمل الإداري والمالي

لا تُذكر المرونة الإدارية والمالية في وزارة الثقافة والإعلام إلاّ ويُذكر إبراهيم القدهي وكيل الوزارة للشؤون المالية والإدارية سابقًا، ولم نكن نعرفه قبل أن يعيّن في هذا المنصب، بعد أن عُيّن الدكتور

A A

لا تُذكر المرونة الإدارية والمالية في وزارة الثقافة والإعلام إلاّ ويُذكر إبراهيم القدهي وكيل الوزارة للشؤون المالية والإدارية سابقًا، ولم نكن نعرفه قبل أن يعيّن في هذا المنصب، بعد أن عُيّن الدكتور محمد عبده يماني وزيرًا للإعلام عام 1395هـ، فجاء للوزارة بوكيلين هما إبراهيم القدهي للشؤون المالية والإدارية، ود. عبدالعزيز خوجة الوزير الحالي وكيلاً للشؤون الإعلامية، ولم يكن بالوزارة وكيل غيرهما.كان إبراهيم القدهي معروفًا تربويًّا في وزارة المعارف (التربية الآن)، وتقلّد عدة وظائف من أبرزها ملحق تعليمي في عدد من الدول، منها العراق، ولبنان، وكان موضع ثناء من الطلاب الذين كانوا يدرسون في تلك البلدان.في عام 1395هـ جاء لفضاء جديد، من أبرز ما فيه التسابق بين العمل الإعلامي والوقت، بحيث إن الدقيقة أحيانًا يكون لها حساب، وإلاّ سيجد العمل الإعلامي نفسه في المؤخرة بين وسائل الإعلام التي تتنافس في السبق الإعلامي، وأدرك أن العمل الإعلامي الإداري والمالي يمكن أن يسهم في النجاح الإعلامي، ويمكن أن يكون معثِّرًا من معثِّراته، وأن ذلك يعتمد على مهارة المسؤول في أن يجعل الإدارة مرنة في تسهيل أمور الإعلام فينجح، أو معقدة فيخفق الإعلام. تميز القدهي بأن جعل الأنظمة المالية والإدارية مرنة في خدمة العمل المهني الإعلامي، الذي هو أساس الرسالة الإعلامية، وعُرفت عنه رؤيته في ألا تكون الإدارة والمال سيفًا مصلتًا على رقبة العمل الإعلامي، ونجح في ذلك بأن أعطى الأنظمة المالية والإدارية مرونة في خدمة الإعلام المهني دون أن يخل بالأنظمة، فطبّقها بمرونة تخدم الإعلام، ولا تخل بالأنظمة، وتلك مهارة يحتاج إليها العمل الإعلامي، أمّا الحَرْفية (بفتح الحاء) في الأنظمة المالية، فمن أهم ما يواجه الإنتاج الإعلامي حين يبقى رهينًا لحرفيتها، ولسيف الوقت، وعقارب الساعة اللذين لا يرحمان.لم يكن ميّالاً للعقوبات إلاّ إذا لم يكن منها بُدّ، ولكنه كان ميّالاً إلى خلخلة المشكلة للوصول إلى حل يطابق النظام، ولا يخل بالعمل الإعلامي، وعُرف بدعمه للإعلامي السعودي، وحرصه على التدريب الذي كان مرتبطًا به إداريًَّا، وكان بابه مفتوحًا لكل إعلامي يستطيع مقابلته دون مواعيد طويلة، أو انتظار ممل، وكانت بشاشته، وحسن استقباله يكادان يكونان مفتاح الحل، ولم يكن لديه إشكالية من الشهرة الإعلامية للإعلاميين التي تضايق بعض المسؤولين عنهم.من أبرز ما تميّز به دعم الكتاب السعودي، ودعم المؤلفين السعوديين بشراء نسخ من كتبهم دون استجداء، أو إراقة ماء وجه، وكان يرى أن شراء الكتاب الوطني، وتوزيعه وجه ثقافي وإعلامي للمملكة، وأن المؤلف السعودي أولى بالدعم من غيره، ونجح في ذلك بالمرونة المالية والإدارية، متّخذًا من نصوص السياسة الإعلامية منطلقًا في ذلك، ولا أظن أن المادة (18) من السياسة الإعلامية طُبّقت بأفضل ممّا طبّقها إبراهيم القدهي، وكان يكرر أن دعم المؤلف السعودي ينبغي أن يكون قبل غيره، ولذا كان هذا العمل ذراعًا ممدودًا مع مثقفي المملكة، وأساتذة الجامعات، وخدمة للثقافة والمثقف.في عام 1414هـ أُعيد تكوين مجلس الشورى، فكان إبراهيم القدهي أحد أعضائه، منهيًا فترة ذهبية في الإدارة والمالية في الإعلام، اتّسمت بمرونة التطبيق للأنظمة، دون إخلال بها مطبقًا مقولة «الإدارة علم في قوانينها، فن في تطبيقها»، وذلك ما تحتاج إليه الإدارة الإعلامية التي تختلف عن غيرها من فنون الإدارة، فهي إدارة ومال وإعلام، ووقت ومنافسة إعلامية، ورسالة تحمل صوت البلاد، وصورتها، وقلمها، وإعلامها الرقمي، وما يسبق ذلك من خدمات مساندة.Ibn_jammal@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store