Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

بدل إجازة للمعلم!!

A A
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قُم للمُعلِّم وَفِّه التَّبجِيلَا

كَاد المُعلِّم أنْ يَكون رسُولَا!!

يتمتع المعلم بإجازته القصيرة بعد عامٍ طويل يقضيه كمحارب، وحتماً سيعود لميدان الشرف والعلم؛ لتخريج أجيال المستقبل.

إنَّ أهم وأشرف مهن الأرض؛ هي مهنة المُعلِّم، فمِن تحت يديه يتعلَّم ويتخرَّج صاحب كل مهن الأرض.

يتحمل الضغوط النفسية والأدبية، وتعليمات الوزارة، والتوجيهات والبيانات التي يتفنن في صياغتها ربما مَن لم يُمارس هذه المهنة أبداً.. وتأتي أحياناً تلك التوجيهات خالية من الأسلوب التربوي لتوجيه معلم الأجيال.

صلاحيات سُحبت، ومعها يجب أن تكون أيها المُعلِّم التربوي على قدر من ضبط النفس، مع الكبير والصغير، والعاقل وغير العاقل من أولياء الأمور، وطلاب قد أفسدتهم وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح دور المعلم صعباً، وعلى قول المثل (يجيبها من وين وإلا من وين؟).

من مدير يريد أن يكون في صف تنفيذ التعليمات فقط، ولو أضر بمعلمه.. أم من واقع عايشتُه في السلك التعليمي بوظيفة إدارية -ولله الحمد- بعيداً عن الفصل والطالب؟.. أجد أن المعلم بعد أن كان الحلقة الأقوى بالتعليم، أصبح الآن هو الحلقة الأضعف بكل مجالات المهن الأخرى، وليس التعليم فقط.

المعلم في إجازة، وبيانات التهديد تُلاحقه؛ أحياناً بصيغة غير تربوية: العام القادم سيكون كذا وكذا، وربما ستكون مفصولاً قبل أن يبدأ العام الجديد، مما يدفع المعلمين إلى القول: (دعونا نرتاح في بيوتنا).

جميع الوزارات تقريباً تُصدر بياناتها لموظفيها فقط داخل حرم الإدارة والعمل.. إلا المُعلِّم تظهر التوجيهات والبيانات الخاصة بشؤونه بالإعلام، قبل أن يعلم عنها المعلم شيئاً.

المعلم في إجازة، يريد أخباراً تعيد له حيويته.. ألا يستحق تكريماً؛ مثله مثل باقي القطاعات التي تكرم أفرادها أو موظفيها عند ضغط العمل، بصرف راتب شهر أو شهرين، كبدل إجازة ليتمتع بإجازته، بعد أن أصبح العام طويلاً ومضغوطاً ومملاً، ليجدد حيويته، وتساعده على فترة نقاهة لمواجهة متاعب العمل، والبعد عن الأسرة؟.

* خاتمة:

أعتقد أن المعلم الحلقة الأقوى في تنمية الوطن.. وإضعاف هذه الحلقة يُهدِّد مسيرة جيل، ورُقي وطن.. وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store