Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

مدينة للنساء فقط!!

A A
* (ابن خلدون في مقدمته ذكر بأنه زار "قرية بلا نساء"، فسكانها ذكور فقط؛ وهي (شامرهان)، بلدة فارسية هرب منها النساء خوفاً من بطش سلطانها الجائر الذي كان يكره جنس حواء؛ بسبب خيانة من أحبها، وأخلص لها في شبابه!!.

*******

* هذا في الزمن الماضي، أمَّا في واقعنا، فقد حضر العكس، فهناك العديد من البلدات والقرى حول العالم (نساؤها معزولات عن الرجال)، ومن الشواهد: (كينو)، وهي جزيرة تبعد سبعة أميال خارج الساحل الغربي لـ (إستونيا في أوروبا الشرقية)؛ حيث يسكنها حوالى (400 تقريباً)؛ وتأتي التقاليد الغريبة لها لتأمر (رجالها) بأن يقضوا أشهراً طويلة للصيد في البحر خدمةً للجزيرة؛ وبالتالي فهي نسائية بكل تفاصيلها، وتُقاد رسمياً وعرفياً من (حواء)!!.

*******

* وهناك (ليخ في أرمينيا)؛ حيث تعيش الفتيات والنساء والأطفال؛ فالرجال بعيدون عنها معظم أيام السنة؛ لمغادرتهم للعمل في روسيا، وبالتالي فهي محكومة من (الأنثى)، ومن تلك البلدات النسائية: (أوموجا)، التي تقع على بُعد 350كم غرب العاصمة الكينية (نيروبي)؛ ففيها أسَّست (14 امرأة) أول قرية للنساء وحدهن على مستوى إفريقيا؛ وبررن ذلك بالهروب من العنف الأسري، والإجبار على الزواج.

*******

* أما في عالمنا العربي فهناك (قرية السماحة)، التي تقع في أقصى صعيد مصر، وتبعد عن شمال (مدينة أسوان) بنحو (120 كيلو متراً تقريباً)، فقد خصصتها الحكومة المصرية للنساء والسيدات الأرامل والمطلقات، حيث منحت لنحو (300 امرأة) منازل ومزارع يعملن فيها لتُوفِّر لهن لقمة العيش؛ أما من تتزوج منهن؛ فتفقد حق الانتفاع بالأرض وما عليها، ويلزمها مغادرة المكان؛ وفقاً للعقود الرسمية!.

*******

* وهنا أولئك اللائي أشغلن الرأي العام، وأغرقن وسائل الإعلام ومواقع التواصل ضجيجاً؛ وهن يرفعن لواء (النسوية)، وكذا أولئك اللائي يزعمن – ظلماً وبهتاناً - أنهن أسيرات لمجتمع ذكوري يضطهدهن، لعلَّهن يفدن من تجارب تلك البلدات والقرى التي تسكنها وتحكمها (النساء)، بحيث يجتمعن في (مدينة أو محيط واحد خاص بهن، لا رجال فيه)؛ وبالتالي نسلم ونرتاح من إزعاج دعواتهن الفارغة، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store