Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
طارق علي فدعق

دجــــــاج

A A
سأبدأ بهذا الرقم المخيف.. في كل ثانية يتم استهلاك أكثر من ألف وخمسمائة دجاجة حول العالم.. يعني خلال قراءتك لهذا المقال؛ سيتم استهلاك أكثر من مائة وعشرين ألف دجاجة.. وإليكم بعض المعلومات المذهلة عن هذه المخلوقات العجيبة:

هي أكثر الطيور انتشاراً حول العالم، إذ يقدر عددها بحوالي خمسة وعشرين مليار دجاجة.. حوالى ثلاثة لكل إنسان..

وبالرغم من أنها لا تطير؛ إلا أنها لفَّت حول العالم أكثر من أي طير في التاريخ.. وستجدها حية تُرزق في جميع الدول والقارات ماعدا القطب الجنوبي، بسبب الحرص على عدم انتشار فيروسات قد تضر بالبيئة البيولوجية هناك، ودولة الفاتيكان بسبب ضيق المساحة.. والدجاج من أحفاد الديناصورات.. ولا أقصد هنا الأنواع الوديعة منها التي تأكل النباتات، وتغني في المروج الخضراء، فأجداده هم آكلو اللحوم «تي ركس»، الذين كانوا وحوشاً وعمالقة مفترسة بأحجام تعادل حوالى خمسة أمثال سيارة «اللاند كروزر»، وبمخالب وأسنان مخيفة أكثر حدة من أمواس «جيليت».. ومن جانب آخر، فهو بعيد كل البعد عن الغباء، كما يحسب الكثيرون.. لديه القدرة على تذكُّر أكثر من خمسين وجهاً، سواء كانوا من جماعته، أو وجوه البشر، ولديه القدرة أيضاً على ابتكار تواصل اجتماعي ضمن مجموعاته، وتشمل تعريف قدرات كائنات مختلفة ضمن المجموعة.. يعني «الكاكي» لها مدلولات اجتماعية تحتوي على رموز وشيفرات متعددة، وسبحان الخالق العظيم.

والأغرب من ذلك أن العلماء أكدوا أن بعض الدجاج يحلم أثناء نومه.. يا ترى ما مكونات أحلام الدجاج.. ربما يكون كالتالي: «حلمت بوجودي في مطعم مع إخوتي، وكنت مغطَّاة بشرشف من الخبز، وحولي طحينة، والدنيا حر موت.. ورائحة الطبخ حولنا».. وكده يعني.

وقد أكلت شخصياً حوالى خمسين دجاجة خلال السنة الماضية، بدون أي خجل، معظمها من الدجاج البلدي، ولكن بعضها كانت أجنبيات.. برازيلية وفرنسية بأحجام كبيرة، الله أعلم بخفاياها، وكأنها كانت في «فيتنس تايم» معظم حياتها.. والبلدي ألذ طبعاً.. وأود أن أتطرق إلى إحدى أغرب الاستخدامات للدجاج في تاريخ البشرية.

في مطلع الخمسينيات الميلادية، وقبل أن تصل «الحرب الباردة» إلى ذروتها بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من جانب، والاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية من جانب آخر.. كانت هناك حالة ذعر من اجتياح القوات السوفيتية لغرب أوروبا واحتلالها، وخصوصاً الأراضي الألمانية الغربية.. وطُرِحَت فكرة غريبة لزرع مجموعة ألغام نووية في أراضي ألمانيا لإبطال استيطان القوات المعادية.. ونظراً لتعرض تلك الأراضي لبرودة شديدة في فصل الشتاء، فكانت الخطة تتضمن استخدام الدجاج لتدفئة أوعية الألغام النووية.. والموضوع ليس بالبساطة التي قد يتخيلها البعض.. أوعية الألغام كانت عبارة عن كبسولات معدنية بحجم مقصورة سيارة «الكامري»، وكانت مدفونة تحت الأرض في البرودة الشديدة.. وتم استخدام الدجاج لتدفئة الكبسولات لضمان عملها عند اللزوم، وتحديداً، فإن الدجاج من المخلوقات التي تشع كميات من الحرارة للبيئة حولها، وكانت تلك الميزة هي سر استخدام الدجاج لضمان فعالية أجهزة تجهيز الألغام وتفجيرها عند اللزوم.. وكان التصميم يتضمن حشر الدجاج بداخل الكبسولات المعدنية لمدة أسبوع، وبتوفير الكميات الكافية من الغذاء.. وقد أُطلق على البرنامج العسكري اسم «الطاووس الأزرق»، نظراً لخصائص ذلك الطير التي تجعله يتحمل البرودة الشديدة؛ بالرغم أنه من الطيور التي تعيش في المناطق الاستوائية..»فراخة نووية».

* أمنيــــــة:

من العجائب أن يتم تطويع الدجاج للاستخدامات العسكرية، وبالذات كأداة للحروب النووية والعديد من الاستخدامات الغريبة الأخرى.. أتمنى أن يحد العالم من الافتراء على هذا الطير الأليف، وأن نقدر خصائصه الجميلة، فهو من نعم الله المؤهلة للصحة والسلم وليست للدمار، والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store