Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

حكاية المسؤول الفاسد.. والشنب المتراكي؟!

A A
* (كاتب شاب)، زار الكثير من دور النشر، باحثاً عن إصدار رواياته، ولكن كل محاولاته ضاعت وذهبت أدراج الرياح؛ باعتباره مجهولاً؛ حتى أنه عزم على ترك الكتابة، وتطليقها بالثلاثة، إلا أن أحد أصدقائه، منعه من ذلك، راجيًا منه المحاولة مجددًا، مرسلا إياه إلى (ناشر) تربطه به علاقة عمل!.

*******

* وافق (هذا الناشر) على إصدار قصة؛ اختارها من مجموعات (ذلك الروائي الشاب)؛ تحت تأثير المصلحة والواسطة، متوقعًا لها مع فريق عمله (الفشل)، ولكن كانت المفاجأة، فبمجرد نزول تلك الرواية إلى المكتبات، أصبحت تنفذ بسرعة، وبطريقة عجيبة من الأسواق!!.

******

* ومع هذه الظاهرة الغريبة، اضطر (الناشر) إلى إخراج طبعة ثانية من (الرواية)، ومعها تكرر المشهد ذاته، فما هي إلا ساعات وانتهت من منافذ البيع؛ ليتضح السبب؛ فقد كانت تفاصيل الحكاية - (التي هي من وحي خيال الكاتب)- تتحدث عن مسؤول فاسد؛ فيما بعض المسؤولين في البلد الذي نشرت فيه الرواية، كان كل منهم يعتقد بأنه المقصود فيها؛ ولذا كان يرسل مندوبيه لشراء نسخها؛ حتى لا ينفضح أمره!.

*******

* تلك مشاهد تمثيلية شاهدتها في التلفزيون السعودي قبل سنوات، وحملتها إحدى حلقات المسلسل السوري الرائع (مرايا) للمبدع (ياسر العظمة)، وقد تذكرتها بعد مقالي (جمعية الشنب المتراكي)، الذي نُشر هنا يوم الخميس الماضي، وهذا رابطه: (https://www.al-madina.com/article/849887 )!.

*******

* (المقال) تحدث عن (إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية)، فرغم أهمية المرونة في إطلاقها؛ إلا أن ذلك أدى إلى ظهور كيانات أو جمعيات محدودة، أو معدومة الأثر والفاعلية على أرض الواقع، والتي معظمها ما هي إلا أشهر قليلة ويرفع راية الإفلاس ولافتات الاستسلام؛ وبالتالي فقد دعت حروف (المقال) المركز الوطني للقطاع غير الربحي – بعد تثمين جهوده – إلى صناعة أنظمة تحد من ذلك الوضع!.

*******

* فبعد بث ذلك (المقال)، وصلتني العديد من الرسائل البريدية، التي طائفة منها استنكر بلغة حادة ومتشنجة ما جاء فيه، ومنها الذي قدح في شخصي، بل واتهمني بأنني أشكك في القطاع الخيري، مع أني - ويشهد الله ثم عشرات المقالات - كنت ولازلت حاملا رايته، ومدافعا عنه، ومسلطا الضوء على عطاءاته؛ فهل اعتقد أولئك بأنهم المعنيون بـ(الشنب المتراكي ورفقائه)، مع أنها حكاية افتراضية لا أقصد بها أحداً بعينه.. (ربما)؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store