Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«سعود» الأولى.. و«عبدالعزيز» الثانية.. محليًا وعربيًا

A A
كتبت مقالاً قبل سنتين بعنوان «جامعتا الملك عبدالعزيز والملك سعود.. تعاضد وتعاون» بمناسبة توقيع اتفاقية تعاون مشترك بينهما تهدف من خلالها تطوير الأنظمة الجامعية والبرامج الأكاديمية والتعليمية وبرامج الدراسات العليا والبحث العلمي وبرامج الاعتمادات والتقييم، ولاشك أن هاتين الجامعتين الوحيدتين في الوطن اللتين بهما عدد كبير جدًا من الأقسام العلمية، وبالتالي عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس الباحثين، وعدد كبير من طلاب وطالبات الدراسات العليا، وعدد كبير من المراكز البحثية والكراسي العلمية وحصلت معظم أقسامهما وبرامجهما التعليمية على الاعتمادات الاكاديمية العالمية (ABET) أو الاعتماد الأكاديمي الوطني، مما جعل كل واحدة منهما تتصدر الجامعات المحلية والعربية وبالتالي تصنيفياً تعد من الجامعات العالمية المتقدمة.

فعندما يذكر اسم جامعة الملك سعود (بين101 - 150) وجامعة الملك عبدالعزيز بين (151 - 200) في تصنيف شنجهاي الأخير لعام 2023 وتقدمهما على مستوى الجامعات العالمية فذلك يشير إلى التقدم في مسيرة الوطن التعليمية على مستوى التعليم العالي ويبشر بمستقبل واعد مميز، وأهنئ بهذه المناسبة جامعة الملك سعود على إحراز المرتبة الأولى كما أهنئ جامعة الملك عبدالعزيز إحرازها المرتبة الثانية بعد أن كانت سابقاً هي صاحبة المرتبة الأولى محلياً وعربياً وكانت عالمياً بين (101- 150) لعدة سنوات وجميل أن يكون هناك تنافس بين العمالقة في العلم والبحث العلمي، وكل جامعات الوطن اليوم تتنافس محليًا وعربيًا وعالميًا وفق تخصصاتها وإمكانياتها، وقد دعوت في مقالات سابقة إلى ضرورة المزيد من التعاون البحثي والعلمي بين جامعات الوطن، وأعرف جامعة الملك سعود عن قرب حيث تشرفت بتحكيم رسائل عديدة للماجستير والدكتوراة في مجال تخصصي فيها، وكذا استعنت ببعض أساتذة الجامعة منها في تحكيم رسائل بعض طلاب وطالبات الدراسات العليا فهي جامعة عريقة وذات إمكانيات، حقاً إن هاتين الجامعتين هما عينا الوطن لكونهما أقدم الجامعات السعودية فجامعة الملك سعود أنششت عام ١٣٧٧ هجرية وجامعة الملك عبدالعزيز أنشئت عام ١٣٨٧هجرية وهما في عمر الجامعات الأمريكية والأوربية تعتبرا حديثتين لكن مع هذا حققتا اليوم في مجال التصنيف تقدمًا كبيرًا على مستوى العالم وهذا لم يتأتَ لولا دعم الدولة وتشجيع المسؤولين فيها -بعد توفيق الله سبحانه وتعالى- وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وكذا دعم وزارة التعليم.

وقد أعجبني سمو ولي العهد عندما سُئل عن التعليم العالي فذكر أن التعليم الجامعي عندنا مميز وأنه قد تخرجنا جميعاً منه، وكذلك ما ذكره سموه من ضرورة أن يكون لرؤية المملكة 2030 تنافس عالمي في مجال التعليم العالي ومن ذلك أن تكون إحدى جامعاتنا وهي جامعة الملك سعود من أفضل عشر جامعات في العالم وهو ما سيتم بإذن الله تحقيقه خاصة أن الجامعة اليوم تحظى بمجلس إدارة جديد وسيحقق بإذن الله التنافس بين الجامعات السعودية ما يجعل معظمها يتقدم في التصنيف العالمي للجامعات خاصة إذا لقيت مزيدًا من الدعم المالي وكانت هناك إدارة محفزة وتخطيط سليم وبذل فيها الباحثون وأساتذة الجامعات جهدًا أكبر، وبشيء من الشغف للبحث العلمي لدى أساتذة الجامعات والتواصل البحثي مع الجامعات العالمية المميزة والحرص الأكثر على العطاء والتميز وأخذ جامعاتنا بمبدأ التعاون البحثي فيما بينها من أجل وطن واحد وتعليم عالٍ واحد وبحث علمي واحد فإنه سيتحقق عن ذلك تبادل الخبرات وتكامل الباحثين والمشاركة في المقترحات البحثية والاستشارات العلمية وبالتالي إحراز تقدم أكبر في التصنيف العالمي للجامعات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store