Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

رحلتي مؤلمة.. فيما هناك فنادق وأموال للمسافرين!

A A
* قبل سنوات، كنت في رحلة عمل مع أحد الأصدقاء إلى دولة في وسط إفريقيا، بدأت الرحلة فجراً من المدينة المنورة، مروراً بـ(جدة) التي كان المجدول أن نغادر منها عند التاسعة صباحاً، ولكن تواصل التأجيل من ساعتين إلى ثلاث، ثم وصل الأمر إلى إزالة موعد إقلاع الرحلة من شاشات العرض في مطار الملك عبدالعزيز، وبعد شد وجذب مع (شركة الطيران)، وعند الظهر، جاء التأكيد بأن الطائرة تأخرت من محطة قدومها في (دبي)، وبأن المغادرة ستكون عند التاسعة مساء!.

*****

* أما (المسافرون المساكين) الذين أنهكهم طول الانتظار، ونال منهم الإرهاق، وأصابهم الجوع؛ فقد تجاهلتهم (الشركة)، ولم تقدم لهم حتى جرعة ماء؛ رغم تكرار الشكوى والمطالبة بالتعويض؛ ولذا فالمقتدرون منهم بحثوا عن سكن قريب، ومنهم الذين ابتاعوا لأنفسهم من مطاعم المطار، فيما تبرَّع المحسنون لأولئك الذين لا يحملون نقوداً، وبعد ذلك فعلاً صعد الركاب للطائرة عند التاسعة، ولكن كان إقلاعها بعد تأخير أكثر من 3 ساعات أخرى، وعند الوصول تأخرت أمتعة بعض الركاب (وكنت وصديقي) منهم؛ حيث لم نستلمها إلا بعد يومين!.

*****

* تلك الرحلة المؤلمة تذكَّرتها والهيئة العامة للطيران المدني تعلن الأسبوع الماضي اللائحة الجديدة لحماية حقوق المسافرين، متضمنة (30 مادة)، ومنها: (تعويض المسافر بما يصل إلى 6,568 ريالاً سعودياً، عند فقدان أو تلف أمتعته أو تأخيرها، وتأمين إقامة فندقية له ومواصلات، ومبلغ مالي يصل لـ 750 ريالاً، عند تأخير رحلاته لأكثر من 6 ساعات، كما أنه يستحق 150% من سعر التذكرة عند إلغاء رحلته، و200% عند تخفيض درجة حجزه، أو رفض إركابه، وله 500 ريال كذلك عند وجود توقفات غير مجدولة في طريق سفره...).

*****

* العمل بهذه اللائحة سيكون بداية من 20 نوفمبر 2023م، كما أكدت (الهيئة) في حساباتها على مواقع التواصل؛ وهنا مع (التثمين الكبير والشكر الجزيل) لجهودها، وحرصها على صدور تلك اللائحة التي أراها جيدة ومنصفة، ولكن المهم والأهم التطبيق الجاد والصادق والدقيق لها من جميع شركات الخطوط العاملة في (المملكة، ومنها وإليها)؛ ولذا أقترح أن يكون في كل مطار دولي أو محلي مكتب من الهيئة يعنى بتفعيل هذه اللائحة، وقبل ذلك أن يكون لها (منصة وتطبيق إلكترونيان) سريعا التجاوب مع المسافرين.

*****

* فصدقوني تطبيق تلك اللائحة الفاعل والإلزامي سيحفظ الحقوق، وسيسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م فيما يتعلق بـ(قطاع الطيران)، التي من عناوينها: أن يصبح قطاعنا هو الأول في منطقة الشرق الأوسط، وأن يصل عدد المسافرين إلى 330 مليوناً، مع رفع الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي إلى 4.5 مليون طن، والوصول بمستوى الربط الجوي إلى 250 وجهة من وإلى مطاراتنا.

*****

* أخيراً، وبما أن الشريحة الأكبر من المسافرين تجهل ما لها وعليها من حقوق وواجبات؛ فما أرجوه نشر هذه اللائحة على نطاقٍ واسع في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وأن تكون حاضرة في أماكن بارزة في المطارات وباللغات المشهورة؛ وذلك حتى لا تتكرر مأساتي وغيري مع مثل تلك الرحلة المؤلمة، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store