Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

القمر لمن؟

A A
تشير الدراسات وفق ما ذكرته عدد من الوسائل الإعلامية، إلى أن القمر قد تتواجد عليه موارد ثمينة مثل الماء والهيليوم-3 والمعادن النفيسة، مثل الذهب والبلاتين.. وتعتبر هذه الموارد ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة، حيث يمكن استخدامها في توفير الوقود والمواد اللازمة للمحطات الفضائية، وتوسيع نطاق الاستكشاف البشري للفضاء، وتلبية احتياجات البشرية المستقبلية.

وتعمل القوى الكبرى (أمريكا وروسيا والصين وكذلك الهند) حاليًا على استكشاف القمر، وتطوير تقنيات استخراج هذه الموارد القمرية واستثمارها والاستفادة منها، وتتنافس هذه الدول لتطوير روبوتات ومركبات فضائية قادرة على الهبوط على سطح القمر واستغلال موارده بشكل فعال.. يعكس هذا السباق الرغبة في تعزيز القدرات التنافسية لهذه الدول والحفاظ على المكانة العالمية لكل دولة في استكشاف الفضاء.

وفي سياق هذا التنافس، فقد أطلقت روسيا أول مركبة فضائية للهبوط على القمر مؤخرا، ضمن سباق تتشارك فيه القوى الكبرى لاكتشاف المزيد عن العناصر الموجودة على القمر.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ونتيجة هذا التوجه لاستغلال الموارد القمرية وما يتبعه من تحديات.. هو هل ينبغي أن تكون هذه الموارد متاحة للجميع ولكل الأمم والدول على قدم المساواة؟ أم يجب أن تكون خاصة للدول الكبرى والشركات الفضائية فقط؟ وما هي التأثيرات البيئية لعمليات التعدين على سطح القمر، وكيف يمكن التعامل معها؟ يجب أن يتناول المجتمع الدولي هذه القضايا ويضع إطارًا قانونيًا وأخلاقيًا لضمان استخدام الموارد القمرية بشكل مستدام ومنصف.

يمثل استكشاف واستغلال الموارد على سطح القمر تحديًا كبيرًا ومثيرًا للجدل.. ويجب أن تضمن الدول الكبرى تعميم الفوائد المترتبة على هذه العمليات للجميع، وأن نستفيد من الموارد القمرية بطريقة مستدامة وتعزز التنمية البشرية والعلمية في مجال الفضاء.

ختاماً، وبوجود الهيئة السعودية للفضاء وجهودها المتزايدة في استكشاف الفضاء، بما في ذلك إرسال أول رواد فضاء وإجراء بعض الدراسات العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، فقد يكون للهيئة السعودية فرصة للمشاركة مع إحدى الدول الكبرى في سباقها نحو استكشاف القمر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store