Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الإلحاد وبوصلة الحياة!!

A A
في عصرنا الحالي هناك من يواجه الإيمان بموجة من التنكر لله وعدم الاعتراف بألوهيته وربوبيته ولا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، بل أيضا بعدم الإيمان بكل الغيبيات من الملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر وهي موجة يقودها الشيطان وحزب الإلحاد الذي أصبح يغرر بالشباب إما بإلقاء الشبهات أو الإغراق بالشهوات، ومن يجلس مع هذه النوعية من الذين تنكروا لله وعدم الاعتراف به وبعظمته وبقرآنه ونبيه وجميع كتبه ورسله يجد بعضهم غارقًا بفلسفة الوجود والوجودية، وآخرون منهم مغرورون بالعلم والتقدم العلمي.

إن هذا التملص والإنكار والجحود من هؤلاء القلة قد يعود عند بعضهم لفظاظة ما كان أهلهم يعاملونهم به من قسوة وإرغامهم على الدين وإقامة الصلاة فأصبح لديهم ردة فعل سلبية نحو الدين اقتضت ترك الدين بالكلية، أو قد يكون سبب الإغواء الأفكار المضللة التي يطرحها أعداء الدين، ايًا كان سبب الإلحاد فإن ذلك انقلاب على الفطرة ومتطلبات النفس البشرية، بل إن من عنده عقل سليم ويحظى بالتفكير والفكر وإعمال العقل في حياته فإنه لابد أن يأتي يوم يترك فيه الإلحاد ويعود للرب الواحد الأحد الفرد الصمد، لأن الناظر بعين العلم والتفكر في السموات والأرض والنجوم والكواكب والشمس والقمر والمتفكر فيما خلق الله من إنس وجان ونبات وحيوان والليل الداج والسماء ذات الأبراج ويتجرد مما أصاب عقله من لوث صب فيه عبر قراءاته أو من خلال سماعه وانبهاره ببعض الأفكار الخارجة عن نطاق الفطرة فإنه يجد نفسه أمام خالق عظيم ورب جليل، حيرت دقة صنعه ا

أعتى الصانعين، وذهبت عظمة قدرته بلباب الباحثين والمفكرين مما حدا بفطاحلة العلماء أن ينصاعوا إليه سبحانه وتعالى على اعتبار واحدًا فقط إنه «خالق عظيم»، نظم الكون بحيث خلايا الجسم تحتاج الاكسجين الذي تمده به الرئتان، والرئتان تأتي به من الهواء، والنباتات تصنع الاكسجين للهواء وترتكز في انتاج الاكسجين على الطاقة الضوئية من الشمس وهكذا تجد أن الإنسان مرتب في احتياجه للحياة مبني على علاقة كونية فالخالق أبهر العقول بأن جعل للكون والحياة نظامًا، ولو أردت فقط أن تدخل في تفاصل خلقه لخلية واحدة من الجسم لاحترت من روعة ودقة ما بداخلها من تركيبات وتكوينات وجينات على المستوى الجزيئي ولو بحثت في التنوع لخلايا الجسم لبلايين الخلايا التي تعمل في الجسم دون إرادة منك لانبهرت فالقلب وحده يرشدك إنك كإنسان لست عليه بمسيطر إنما نبضه منه سبحانه وتعالى، وقس على ذلك إنزيمات وهرمونات و... كلها بدقة في التوجيه والتحكم ومصنوعة صنعها وخلقها العظيم سبحانه وتعالى، ثم لو أطلقت العنان إلى ما في السموات والأرض والكون والفضاء من مجرات ومكونات لعلمت أن الشمس هذا الجرم الهائل من النار تسير وفق تقدير من خلقها وأنها والقمر يسيران كما قال تعالى بحسبان، كل ذلك وغيره كثير من خلقه وأتقن صنعه؟ ومن يديره ويعلم دواخله وبوارجه وخوارجه؟ من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون؟ أليس هو الله الإله العظيم الذي يستحق من كل إنسان إجلاله وتعظيمه، إنه الله في السموات والأرض إنه «الخالق العظيم «، إن بوصلة الحياة هي معرفة الله حق معرفته والإيمان به وإن الحياة من غير هذا الإيمان سيكون الإنسان في خانة الضياع وتسليم العقل والنفس للشيطان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store