Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

محافظة العرضيات.. إحصائيات وتساؤلات!

A A
يتداول الناس في محافظة العُرْضِيَّات - أقصى جنوب منطقة مكة المكرمة- إحصائية تُظهر تعداد سكان كل محافظة من محافظات منطقة مكة للعام (٢٠٢٢م)، وهو الأمر الذي جعلهم يستحضرون (مبرِّرَين) يقفان عادةً وراء تنمية أي محافظة، ويكونان سببًا في جلب الخدمات الضرورية لها. المبرر الأول- كثافة عدد سكان المحافظة، المبرر الأخير- بُعد المحافظة عن المركز (العاصمة الإدارية للمنطقة). في الإحصائية المذكورة نجد أن محافظة العرضيات يفوق عددُ سكانِها -أكثر من (٦٥٠٠٠) نسمةً- سكانَ عدد من محافظات المنطقة، ثم إنها تُعد محافظة طرفيَّة نائيَّة؛ حيث تأتي في المركز الثاني بين محافظات منطقة مكة المكرمة من حيث البعد عن المركز (مدينة مكة)، وهذا يعني أنها وفق هذين الاستحقاقين جديرة (بكلية جامعية وكلية تقنية ومياه محلَّاة) وغيرها من الخدمات الضرورية، ومع هذا فليس فيها كلية جامعية ولا كلية تقنية ولا مياه محلَّاة مع أنها حققت المبرِّرَين المذكورين في صدر المقال. ما الذي حصل؟ الذي حصل أن عددًا من محافظات منطقة مكة أقل من العرضيات سكانًا وأقرب منها للمركز (مكة) مكانًا حظيت -بارك الله لها وزادها من فضله- بخدمات كثيرة، وأهمها الكليتان (الجامعية والتقنية)، أما لماذا لم تحصل العرضيات على الكليتين (الجامعية والتقنية)، فربما كان لبعدها عن المركز تأثير عكسي - خلاف ما هو مفترض- جعلها تغيب عن عيون مقدمي الخدمات، وربما أن من تمرُّ عليهم هذه الاحتياجات -داخل المحافظة وخارجها- لا يعطون صورة كافية للجهات المسؤولة، وربما كان للتنافس (غير المحمود) داخل المحافظة على هذه الخدمات بعد صدور قرار اعتمادها الدور الأكبر، ومع ذلك فهذا ليس مبررًا للجهة المقدِّمة للخدمة حين تعود فتسحب الخدمة بحجة عدم الاتفاق على مكانها، وهذا ما مارستْه جامعة أم القرى مع محافظة العرضيات، وكان جديرًا بها أن تنفذ قرارها وفق معايير لا تخضع للأهواء. عمومًا فلن يجدي البكاء على اللبن المسكوب، وربما أن وجود الكليتين اليوم أصبح في حكم المتعسر بحكم خطة التقليص التي اتخذتها بعض الجهات الوزارية، لكننا نخرج بهذه التساؤلات: الأول- هل ضمائر الذين تنافسوا على موقع الكلية - التي كادت أن تكون- راضية اليوم وهي تشاهد طلاب العرضيات وطالباتها قد ذهبوا أشتاتًا، وترى الأهالي وقد اُضطُروا للهجرة من العرضيات؟ الثاني- هل استوعب هؤلاء المتنافسون الدرس؛ حتى لا يعودوا لممارسة هذه الأدوار غير الإنسانية مستقبَلًا مع خدمات أخرى؟ الثالث- ما موقف بعض الجهات المسؤولة حينما ترى أن العرضيات تفوق عددًا من محافظات المنطقة سكانًا، وتُعد من أبعدها مكانًا عن المركز، ولم تقدم لها خدماتها المستحقَّة؟ الرابع- إن لم تكن الكثافة السكانية والبعد عن المركز سببين كافيين لتقدم بعض الجهات خدماتها لمحافظة العرضيات، فما هي المعايير التي يمكن أن تقدمها للمحافظة والأهالي حتى تحظى بما تحظى به محافظات منطقة مكة وغيرها من محافظات الوطن؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store