الله يذكره بالخير

(خير الناس أنفعهم للناس)، حديث شريف من سيد البشر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

ماذا لو وضع كل مسؤول هذا الحديث كجملة داعمة ومشجعة لبيئة العمل الذي يعمل فيه.. ماذا لو طبقها في أسلوب عمله، وفي قضاء حوائج الناس بدون الخروج عن تعليمات العمل أو بنود الوظيفة، ولكن ييسِّر على الناس بما يستطيع، بدون الإضرار بالآخرين؟!.

هناك إدارات ومراكز خدمية تتعلق بالمواطن، وأيضا هناك مدارس وجامعات يرتبط بها المواطن ارتباطاً مباشراً، وهناك مسؤولين أيضاً يختلف أداءهم، ومدى تقبلهم لطبيعة العمل، وكيفية إيجاد الحلول.. وهناك من لا يريد حلاً، وأيضا هناك من يبحث عن الروتين والتعقيد، وربما اخترع أسلوباً منفراً يعسِّر به على المراجع.

العصر أصبح إلكترونياً أكثر من اللازم، وأصبح المواطن لا يستطيع - في كثير من الأحوال - إيصال حالته المضطرة للمسؤول.. ليستعطف ما بقي من الرحمة في قلبه.

البعض أصبح جهازه يعمل بدلاً عنه، وربما لا يفتح معاملة مراجع، وإنما يكون الرد آلياً وروتينياً، وربما ضاعت مصالح الناس وسط أجهزة وبرامج بعض الإدارات الحكومية، وربما حتى اسم المسؤول لا يعرفه المواطن، ولا يعرف من رد عليه، ولا يجد باباً مفتوحاً يستقبله ليُخفِّف عنه، أو يحل له مشكلته.

(الله يذكره بالخير).. طارت أيضاً من قاموس البشر - إلا من رحم الله - عندما يغادر بعض المسؤولين، وليس لهم سيرة تُذكر بين المواطنين، حتى يقولون ولو بعد حين بعد أن ينتقل المسؤول إلى ذمة الله: (الله يرحمه، ويذكره بالخير، ما قصَّر).. أو كان المسؤول حياً فيقولون: (الله يطوّل عمره ويمتّعه بالصحة والعافية).. فالناس شهود الله على الأرض.

الدكتور خالد آل مسعود غادر كرسيه بعد أن خدم جامعة طيبة في منصب وكيل الجامعة للشؤون التعليمية.. وعاد كأكاديمي بالجامعة ضمن كوكبة من أساتذة الجامعة الفضلاء.. وقد قدم خدمات جليلة للجامعة والطلاب وأولياء الأمور.. حيث كان مكتبه مفتوحاً، ولقائه بالمراجع متاحاً، خاصة مع بداية كل عام دراسي، لقضاء حوائج الناس وما يعترضهم، وحل الأمور، والتيسير على الناس.. وقد غادر مرفوع الرأس، غادر وكل من تعامل معه يقول: (الله يذكره بالخير).

خاتمة:

في المدينة المنورة، أبواب أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان وسمو نائبه الأمير سعود، مفتوحة للجميع، وهناك أيام مخصصة للمواطنين جميعاً لعرض احتياجاتهم أو ما يعترضهم من مشاكل الحياة.. قلوبٌ مفتوحة، وحوائج مقضية بإذن الله تعالى.

فيا ليت كل مسؤول بالمدينة المنورة وغيرها، يسلك سلوك سمو الأمير فيصل وسمو نائبه، لحل ما يعترض المواطن من مشاكل الحياة، حيث إن هناك بعض المسؤولين في المدينة المنورة -هداهم الله- تحتاج إلى كثير من الجهد والحظ لمقابلتهم.