Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

عنده تأمين (شامل)

A A
* في شوارع مكتظة يسير الجميع، وكما هو اختلاف وجهاتهم، وتوجهاتهم، تختلف قناعاتهم، ويتفاوتون في مدى اهتمامهم بالمرور ونظامه، بين النظامي الحريص، وبين ذلك الذي يصر مع سبق الإصرار والترصد على أن يخالفه، ثم إذا ما وقعت (الكارثة) -لا سمح الله- كان الندم، الذي لا نفع منه، ولا فائدة من ورائه.

* فكم من حادث مروري شنيع، يقف خلفه شخص متهور، ذهب ضحيته أرواح بريئة أو نتج عنه إصابات، وعاهات مستديمة لا يمكن أن تعوض مهما كان الثمن.

* أقول ذلك، وفي شوارعنا نشاهد من البعض ذات (الصلف)، ونضع أيدينا على قلوبنا من عواقب ذلك التهور، الذي يتقاطع فيه شباب في مقتبل العمر، ما أن يجلس أحدهم خلف المقود إلا ويتحول إلى شخص آخر، ومبعث خطر وشر.

* فهذا يقود سيارة مظللة بالكامل، ولا أعلم كيف يجرؤ على ذلك، ولا تقع عليه عين المرور (سره وعلانيته)، وآخر يصر على عكس الشارع في وضح النهار، وثالث لا يعرف يسير إلا (طلقة)، ورابع لا اعتبار لديه للخط الأصفر، وخامس، وسادس إلى ما شاء الله من قائمة المخالفين لأنظمة المرور، وقوانينه.

* قد يقول قائل إن مخالفاتهم تُرصد، والغرامات عليهم تُسجل، ولكن استمرارهم في طريق التهور، واللامبالاة تأكيد على أن ذلك في حقهم لا يكفي، بل إن الحاجة تفرض المزيد من التشدد في العقوبات، وبما يمثل رادعاً لهم، وحماية للآخرين من فوضى قيادتهم.

* فحجز المركبة، وسحب رخصة القيادة، حلول مفيدة لا شك في جدواها، ولكن شوارعنا بحاجة إلى المزيد من (العقوبات)، التي تستهدف تلك الفئة من الشباب (المنفلتين) في القيادة، فإن هانت عليهم أرواحهم، فإن من يسير معهم في ذات الطريق غالية عندهم حياتهم، وثمينة جداً جداً عندهم، وعند ذويهم أرواحهم.

* أقول ذلك، ومن يتابع على -سبيل المثال- مقاطع (القاضي الرحيم)، كم هو النظام المروري عندهم صارم إلى تلك الدرجة التي يقف معها المخالف ذلك الموقف، الذي يستجدي فيه الرحمة، ويأمل أن يناله شيء من الشفقة.

* وما كان ليصل إلى ذلك المستوى من الانكسار إلا لأنه يواجه بقوة نظام لا يمكن له معه إلا الإذعان، والخضوع، مع تعهد على ألا يعود، وهي صورة يجب أن يدركها ذلك الشاب، الذي أستوقفه معاتباً له من كاد أن يذهب ضحية تهوره، فكان رده بكل برود: (روح عندي تأمين شامل)!!.

* هكذا بكل أسف جاء فهمه القاصر، وبما يعيدنا إلى المربع (الأول)، أن هنالك من يسير معنا في شوارعنا، ويفهم النظام بعكس ما هو، وما وُضع له، وما يُفهم منه، مما يعني أن على إدارة المرور أن تعود (بقوة) إلى حيث مربع (التوعية)، فشوارعنا مع هذا الشاب، وأمثاله تُثبت، وبما لا يدع مجالاً للشك، أنه يسير فيها من هو بنظام المرور يعيش في (أمية).. وعلمي، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store