Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

وطن ومواطن...

همزة وصل

A A
أكثر اللحظات وجعاً هي لحظة الفقد الذي يعصر روحك، ويتركك تعيش الذهول المميت والحزن الثقيل، والألم الذي يظل يصافحك، ويعيش بينك أنى تذهب، والحزن قضية أكبر من أن تموت، والحديث هنا عن كثير من النعم التي تعيشها، و(لا) تشعر بها إلا حين تفقدها، فوجودك فوق أرضك التي تحملك بحب؛ دون أن تسألك إلى أين ذاهب، ومتى سوف تعود!؟ هو حياة لفرحٍ كبير، كل هذا يشعرك بأنك أنت سيد المكان، وأن الزمان هو أحد أهم أصدقائك الذي تجده معك، في حزنك معك، في فرحك معك، وفي كل مكان هو المكان الذي يحتويك، هو الوطن الذي يحيطك بأشيائه الصغيرة، ويعطيك قلبه، فلا تصدق أولئك الذين يتحدثون عن الغربة، التي (لا) يمكن أن تكون سوى تعب (لا) ينتهي، ووجع يحاصرك صباح مساء..!!

الوطن نعمة، والحياة فيه جنة حتى إن كانت تتخللها بعض المتاعب اليومية، وبعض المنغصات، التي (لا) بد أن تأتيك مهما حاولت الابتعاد عنها، لكن في النهاية (لا) شيء يعدل الوطن، و(لا) مكان يشبهه أو يوازيه في حنانه، وفي إحسانه وفي حبه، وفي حرصه عليك حين يضع أمامك كل تضاريسه، لتكون تحت تصرفك، دون أن يطلب منك تصريحاً للعبور، كل هذا (لا) يمكن أن تجده خارج هذه الأرض التي جئت أنت منها، لتكون أنت أحد لأهم مفرداتها، «مواطن»، وهي كلمة حروفها تعشقك، ونطقها يحميك بعد الله من كل شيء يؤذيك..!!

(خاتمة الهمزة).. الوطن هو الحب الذي أنت جزء من تفاصيله وتضاريسه، فإياك إياك أن تخونه.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store