Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

الكهرباء.. تحت الأرض منأى عن الأذى!

A A
الكهرباء اليوم أصبحت كالدم الذي يذهب في الجسد فيبعث فيه الحياة، وكون الكهرباء تدخل في كل شؤون الحياة الحديثة؛ فلها الفضل في تسيير أمور الناس وتيسيرها، من أصغر آلة حتى أضخم آلة يتعاملون معها، لولا الكهرباء لبقيت الحياة كما هي في القرون الأولى، ولظلَّت معطلة في معظم جوانبها، ولما قرأ أحدكم هذه الأسطر في جهازه الصغير الذي تحتويه كفُّه. وللشركة السعودية للكهرباء التي تقوم على توفير التيار الكهربائي لمواطني المملكة والمقيمين جهود ملموسة وفاعلة؛ فالمملكة ليست سهلًا منبسطًا، وليست بقعة جغرافية صغيرة؛ وإنما هي تضاريس متنوعة ومتباينة، ففيها السلاسل الجبلية الممتدة، والصحاري الواسعة والهضاب والغابات، والوديان والوهاد والقرى المعلقة، والجزر البحرية المتناثرة وغيرها من التشكيلات الطبيعية التي تحتاج جهدًا كبيرًا وتتطلب تكاليف باهظة لإيصال التيار لكل مواطن ومقيم فيها. انطلاقًا من الأهمية البالغة للكهرباء وانطلاقًا من الطبيعة الجغرافية للمملكة، ونظرًا لما للكهرباء من منافع لا يستغني عنها الناس، فإن حديثي سيكون عن جزء من جغرافية المملكة شملته خدمات الكهرباء، وأعني به الجزء التهامي الجنوبي. هذا الجزء تكثر فيه التجمعات السكانية التي يُشكِّل بعضها مُدُنًا، يُضاف إلى ذلك القرى المتناثرة في كل مكان من هذا الجزء، هذا الجزء شملته خدمة الكهرباء في رؤوس الجبال وضفاف الأودية وفي كل سهل منه وغور، غير أنه يختلف عن غيره بأمرين هما غزارة أمطاره وجريان وديانه، وغزارة أمطاره هذه تأتي -وخاصة في فصل الصيف- مصحوبةً بصواعق كثيفة وعواصف عاتية، أما وديانه فإن جريانها يكون شديدًا، ويحمل سيلُها معظمَ ما يقع في طريقه؛ نظرًا لضيق الوديان وشدة انحداراتها. وانطلاقًا من كون هذا الجزء يشهد هذين الأمرين بشكل شبه مستمر؛ فإن خدمة التيار الكهربائي هي أكثر ما يقع عليه الضرر من هذين الأمرين (الأمطار بصواعقها وعواصفها، وجريان الأودية)، ولهذا يعاني المستفيدون في هذا الجزء كثيرًا من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي نتيجة هذين الأمرين، بناءً على ما سبق فإن الحل الأمثل للقضاء على هذه الانقطاعات -وأجزم أن هذا الحل يشغل بال شركة الكهرباء- هو العمل على تحويل التمديدات الهوائية إلى تمديدات أرضية، خصوصًا في المدن والبلدات والتجمعات الكبيرة في هذا الجزء؛ ذلك أن التمديدات الهوائية -كما هو معلوم- مكشوفة للعواصف والصواعق والسيول والسيارات والطيور، وهو ما يجعلها مهددة بالأخطار، وبالتالي انقطاع التيار، خلاف التمديدات الأرضية التي تكون تحت الأرض فتكون في منأى عن الأذى، ما يعني ضمان استمرار التيار وعدم انقطاعه. أجزم أن شركة الكهرباء تدرك هذا الأمر وتعلم فاعليته، وأجزم أن تكلفة إصلاح الأعطال (المتكررة) نتيجة العوامل السابقة تُثقل كاهل الشركة، ولذلك -وبحسبة بسيطة- فإن اتخاذ شركة الكهرباء قرار استبدال التمديدات الأرضية بالتمديدات الهوائية (خاصة في المدن والبلدات والتجمعات الكبيرة) في هذا الجزء التهامي الجنوبي؛ سيريح الشركة ويوفر عليها المال والوقت والجهد، ويقضي على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store