في عصر الشفافية والعمل، وعدم العيش في جلباب أبي، تغيَّر الواقع.. فقد تستمر في منصبك ويكبر كرسيك وتتسع آفاقك حسب عملك وجدك ونشاطك.. وأيضاً حسب إبداعك مع الواقع، وليس الخيال الواسع، وتطبيق ما يعجبك أنت كمسؤول، لا ما يعجب الناس، ولو كان للجميع رأي آخر.
لاشك أن سياسة حكومتنا الرشيدة محاسبة الجميع، كلٌّ في منصبه، فمن لا يعطي، فعليه أن يركن إلى سرير تقاعده، ولو كان بعز الشباب، بدلاً من أن يستمر في كرسي المسؤول، الذي لم يُوفَّق، أو لم يكن جديراً به، أو ارتكب أخطاء في وزارته، أو إدارته، فالمناصب في بلادنا لا تُورَّث، بل هي إرثٌ يجب أن يعمل المسؤول من أجله.
المسؤؤل الذي يُكرِّر أخطاء الماضي، لعله يُريح أو يستريح في بيته، فما تنفقه الدولة، لابد أن تكون له نتائج ملموسة، وليس عمل في مهب الريح.
أمين منطقة المدينة المنورة المهندس فهد البليهشي، مهندس مجتهد، وشاب مهذَّب، تم تكليفه كأمين لأمانة منطقة المدينة في مايو 2020، وقد جاء من هيئة تطوير منطقة المدينة، إلى الأمانة.. ولكن، ماذا لو أجرينا استفتاءً بموقع الأمانة عن مدى رضاء المواطن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل أمانته، التي تخدم المواطن ومنزله وطريقه، وراحته وحديقته ومتنفسه؟.
هناك أعمال من صميم عمل الأمانات، وهناك أشياء ضرورية، وهناك أشياء مبتكرة، وهناك أيضاً أشياء تُشكِّل عوائق للمواطن في أسلوب حياته، فما الذي حققته أمانة منطقة المدينة من تلك الأمور؟، هل أصبح البحث عن ممشى أو مداخيل مالية، تحت مسمى «رفع جودة الحياة» هو الهدف؟، أم أن علينا الصبر لنرى نتيجة العمل؟.
هل ما يُطبَّق بالمدينة المنورة من «رفع جودة الحياة» نراه في بقية المدن؟.. هل نحن أبناء المدينة المنورة محرومون من المسطحات الخضراء والمتنزهات، التي نرى الأمانات والبلديات تُبدع في إنشائها في مدنٍ أخرى؟، أم أن بيئة المدينة لا تصلح إلا للاستثمار؟.. ألم يئن الأوان لتقييم عمل الأمانات في المدن كافة، ومدى جودته للمواطن؟.
روشتة:
لتغيير الفكر، يجب محاسبة العقل.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
