Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

إنجاز سعودي جديد.. لضمان أرواح المواطنين وسلامتهم

A A
في إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات المتعددة لوزارة الداخلية، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انخفاض كبير في عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المروية في المملكة، وذلك بتتبع ورصد المواقع التي تكثر فيها الحوادث وتصنيفها بـ «نقاط سوداء»، واقتراح الحلول الضبطية والهندسية لها، وهو ما قاد إلى انخفاض الوفيات في الأعوام الخمسة الماضية من 9311 في عام 2016 إلى 6651 عام 2021، أي بنسبة بلغت 35%.

ويسهم هذا الإنجاز الكبير بشكل أساسي في تحقيق الهدف العالمي؛ المتمثل في خفض الوفيات، الناجمة عن حوادث الطرق، بنسبة (50%)، بحلول نهاية عقد الأمم المتحدة الثاني للعمل من أجل السلامة على الطرق في عام 2030.

ولم تتحقق تلك النتيجة الباهرة إلا بعد جهود متواصلة، شملت أكثر من محور؛ مثل الرصد الآلي للمواقع الخطرة، والجهود الميدانية من رجال المرور، سواء الدوريات السرية أو النقاط الأمنية ونقاط التهدئة، وغيرها من الحلول المؤقتة والمستدامة، حيث ارتفع مستوى تنفيذ نظام المرور باستخدام التقنية المتطورة.

ولم تكتف الإدارة العامة للمرور بمجرد ضبط المخالفين وإيقاع الغرامات والجزاءات، لأنها ليست هدفاً في ذاتها، بل اهتمت برفع درجة الوعي باتباع الإجراءات النظامية، والتقيد بالأنظمة المتبعة، وعدم الاستهتار بحياة الآخرين، وإتاحة المجال للفئات الأكثر احتياجاً، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عملت على تنوير قائدي المركبات بأحدث المستجدات العالمية، للحفاظ على الحياة، والتأكد من احتواء سياراتهم على كافة عناصر السلامة.

وللوصول إلى هذه الغاية، اتبعت نهجاً عملياً يتمثل في إقامة المعارض التوعوية، والموتمرات العلمية المختصة بالسلامة المرورية، ونشر الرسائل التوعوية، وإبراز الجهود الميدانية، وتثقيف مرتادي الطرق في المملكة بالأنظمة والتعليمات، وتغليظ العقوبات للمخالفين، وتكريم المثاليين في قيادة المركبات من خلال لجان السلامة المرورية في المناطق.

كذلك لجأت الإدارة إلى رفع مستوى مهارات قائدي المركبات، وزيادة معدلات السلامة المرورية عن طريق تطبيق مهارات تعليمية وتدريبية متطورة في مدارس تعليم القيادة في ميادين المدارس، بما يحقق رفع الجودة التدريبية للمنتسبين لها، وتحديث المناهج وطرق التعليم دوريًا.

ومن أبرز العناصر التي قادت إلى تحقيق هذا الإنجاز الكبير، استخدام مخرجات التقنية الحديثة، واللجوء إلى خيارات الذكاء الاصطناعي ضمن رحلة التحول الرقمي الشاملة التي أقرتها رؤية 2030، وذلك عن طريق أتمتة الرصد والضبط الآلي للمخالفات المرورية، ورفع مستوى الضبط والوعي المروري، والسلامة المرورية، والحد من السلوكيات الخاطئة لقائدي المركبات.

ويأتي هذا العمل الكبير من الإدارة العامة للمرور ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي دعت في كافة محاورها إلى الاهتمام بصحة الإنسان وحياته، وتقديم كل ما يلزم لأجل تسهيل عيشه ورفاهيته، وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، ودعمها المستمر لجهود الجهات المعنية في منظومة اللجنة الوزارية للسلامة المرورية.

ومما يلفت النظر حقيقةً، في حيوية وفعالية الجهود التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور، أن هذه النتائج الباهرة أتت رغماً عن زيادة عدد السائقين، ومستخدمي الطرق في المملكة، خصوصا بعد السماح للمرأة بقيادة السيارات، وهو ما كان البعض يحذر منه باعتباره سيكون سبباً في زيادة حوادث المرور، لكن المرأة السعودية أثبتت جدارتها كالعادة، وبرهنت بالفعل أنها على قدر الثقة الغالية التي منحتها إياها القيادة الحكيمة، فقد كان لها دور كبير وواضح في خفض الحوادث المرورية.

ورغم الأساليب التقنية الحديثة التي تتبعها الإدارة العامة للمرور في عملها، إلا أنها لم تكتف بذلك، بل ظل رجالها يشكلون حضوراً مشرفاً في كافة الطرق السريعة والداخلية، لضمان أكبر قدر من السلامة لمستخدمي الطرق، ولا عجب في ذلك، فكافة منسوبي وزارة الداخلية الأشاوس نذروا أنفسهم لحماية مواطنيهم والمقيمين على أرض هذه البلاد، وظلوا طيلة السنين الماضية يضحّون براحتهم، ويبذلون جهودهم لتحقيق تلك الغاية، وبذلك استحقوا التحية والتقدير والاحترام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store