Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

«للمشحن».. بصمة لا تُنسى

A A
قبل عدة سنوات؛ كتبت مقالاً بعنوان: «يا حظنا بالمشحن»، وذلك بعد تعيين سعادة اللواء عبدالرحمن المشحن مديراً لشرطة منطقة المدينة المنورة.

واليوم يغادر سعادته موقعه للتقاعد، وقد ترك أثراً طيباً، وتاريخاً ناصعاً ونافعاً، منذ التحاقه بالسلك العسكري، وحتى آخر مشواره بالعمل الرسمي.. وإن كان أبو عبدالله بخبراته الأمنية مازال لديه المزيد ليُقدِّمه.

«المشحن»، ابن من أبناء المدينة المنورة، ترعرع فيها، وكتب سيرته بعمله وجدّه واجتهاده، والمدينة المنورة تقدم للوطن - جيلاً بعد جيل في كافة المناصب القيادية أمنياً وإدارياً ومهنياً - الكثير من المبدعين.

أعرف أباعبدالله منذ أن كان قائداً لمركز تدريب الأمن العام، ضابطاً شغوفاً، عملياً طوَّر العمل الميداني والإداري في هذا الصرح الكبير، الذي يُخرِّج رجالاً أمن أكفاء.. فمعروف عنه أنه صاحب قلب طيب، رغم الطبع العسكري الحازم، إلا أنه يُذكَر بالخير دوماً فيُشكر.

هناك بعض الأمور لا يعلم عنها الكثيرون شيئاً، ولكن من باب ذكر فضائل هذا الرجل سأذكر حدثاً واحداً منها، لأنه صاحب مبادرات إنسانية كثيرة في مجال عمله، فعندما كان قائداً لمركز التدريب، وتقدَّم عدد من خريجي دار الأيتام ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق بالسلك العسكري بأحد الدورات، وقد اكتمل العدد، رفع الأمر للقيادة في الأمن العام لإلحاقهم بالدورة، فأتت الموافقة الفورية بإلحاقهم بالمركز كاستثناء إنساني لخريجي مدارس الأيتام، بل وصدر توجيه لجميع مراكز التدريب بمناطق المملكة بقبول خريجي دور الأيتام بالدورات الأمنية ممن فاتهم التقديم.. وكان وقتها التقديم يدوياً.. بملفاتٍ خضراء.

ويحكي أحد الأفراد بمركز التدريب أنه كان يتعمد التأخير وقت قبول المتقدمين للدورات والمقابلات الشخصية، فيجد البعض عند البوابة لم يدخل، فيأمر بإدخالهم وفحص ملفاتهم، خشية أن يكونوا يتعرضون لضرر ما من بعض أفراد المركز.

اليوم نقول للمشحن: بيّض الله وجهك أيها القائد الهُمام، فقد وضعت مخافة الله بين عينيك، فأعانك ووفقك طوال مشوارك الأمني، بإنجازات وعمل وسيرة حسنة.. متعك الله بالصحة والعافية.

* خاتمة:

سنة الحياة تبدأ بجد واجتهاد لتصل.. وتصل لنكتب سيرتك.. وتنهي مشوارك والكل يذكرك بالخير، هذا هو المكسب.. واليوم يُودِّع العمل الأمني بالمدينة، أحد رجالاته الأوفياء، ويستقبل قائداً أمنياً لشرطة منطقة المدينة المنورة، ليكون إن شاء الله خير خلف لخير سلف، اللواء يوسف بن عبدالله الزهراني، بمدينة سيد البشر محمد - صلى الله عليه وسلم -، هي أمانة عظيمة يستحقها سعادة اللواء يوسف في وطنٍ كبير، بمدينة مقدسة، أهلها طيبون ويستحقون عملاً ومعاملة حسنة.. كان الله في عون الجميع، ونحن متفائلون بأن نقول: «يا حظنا بالزهراني».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store