Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

حسن الاختيار.. لمستقبل مشرق

A A
في هذه الفترة، يدخل أبناؤنا دوامة الاختيار والبحث عن مستقبل في التعليم الجامعي، يضمن لهم مستقبلاً مشرقاً، وبالطبع يستثنى أبناء الأغنياء لاعتمادهم على ثروة الآباء لبناء المستقبل لهم، فهم وُلِدُوا وفي فمهم ملعقة من ذهب، واعتمدوا على ما ترك الآباء بعد كفاح، وفي نظري حتى هؤلاء في حاجة للاختيار الصحيح للتخصص المرغوب فيه. وعلى العموم، ما يهمنا هنا هو أن الآباء وبحكم الخبرة والبصيرة التي علمتهم هي دروب الحياة، أن يساعدوا أبناءهم على الاختيار الصحيح، وأن يساعدوهم على اكتشاف ما في داخلهم من إمكانيات وقدرات. فكثيراً ما نرى وخلال الدخول للجامعة، وأول سنتين، تخبُّط الأبناء، ومحاولة تغيير التخصص، إما لاختيار خاطئ، أو تم اختياره من قبل الجامعة بسبب ما حققوه من نتائج في الثانوية. ولم تساعد المدارس الأبناء في تحديد الاختيار المناسب، وكثيراً ما نجد مَن تخرج منهم ولا يزال يبحث عن الفرصة المناسبة له. ويرجع السبب الرئيس إلى قوة المنافسة وضيق المجال وكثرة الخريجين، فيجد الخريج نفسه في دوامة الحصول على وظيفة. حتى الذي درس وتخرج في الجامعة، في مجموعة المهن الحرة (محاسب، مهندس، طبيب)، تجده يفني وقته في البحث عن وظيفة، ربما لضيق ذات اليد، وعدم الرغبة في ترك المدينة أو مسقط رأسه.
هناك حاجة ماسة إلى أن يجلس الآباء ويعينوا أبناؤهم علي الاختيار، فالوقت الحالي يختلف عن وقتهم، والفرص تغيَّرت، وهناك حاجة لمعرفة النتائج والقدرات والتوجهات، وإمكانيات سوق العمل بعد مرور فترة زمنية. حتى يستطيع الأبناء أن يخطوا تجاه المستقبل بخطوات واثقة، ويحققوا المأمول. وترك القرار للأبناء في هذه الفترة دون نقاش أو إرشاد أو دعم، سيكون ثمنه غالياً ومؤثراً على مستقبل الأبناء. لأن الاختيار الموفق والإعداد له؛ أمر حيوي ومهم للمستقبل، فما هو مهم الآن قد لا يكون مهماً بعد خمس سنوات، وما هو مطلوب الآن قد يستجد غيره. المهم هو أن لا يُترَكوا حتى لا يغرقوا في نتائج قرارات اتخذوها دون توجيه أو إدراك للعواقب. ولا يعد هذا تدخلاً، بل نصح وتبصير بما يجب أن نتوجَّه له، ويكون القرار في النهاية له، لأن القضية هي معرفة قدرات وإمكانيات وفرص تُرتَّب، ويتم وضعها في صورة خيارات، تبنى عليها قرارات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store