Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

البرامج «المُعلّبة»!!

A A
لماذا بدأنا نفتقد «في عالمنا الإعلامي» (العربي) بشكل عام إلى البرامج والأفكار «الإبداعية»، والمحتوى الجديد في الطرح والمحاور.. هل فقدنا فن «صناعة المحتوى» لنصل إلى تقديم (البرامج المُعلّبة؟).

«لا أُعمم».. ولكنها - مع الأسف - أصبحت ظاهرة وملحوظة في غالبية البرامج التي تُقدم من خلال شاشاتنا العربية.. اللهم إن المذيع وطاقمه ينتقل من قناة إلى أخرى، وبالغالب يكونون نفس الضيوف، فأين الجديد؟.

برامج مكررة، وبنفس الخط والمنهجية، والإستراتيجية والوجوه، وربما كانت أيضاً نفس المواضيع، ونفس الطرح، فماذا قدمنا لإعلامنا العربي من قفزات وتطورات، وللمشاهد العربي من تطوير لذائقته وفكره، وماذا قدمنا لتاريخنا العربي من إعادة من خلال برامج وثائقية، ومن خلال المحاورات والنقاشات مع رجالات كان لهم التأثير في صناعة التاريخ، وأماكن وأزمنة كانت لها محور التغيير في الخارطة العالمية - لا أخفي أن بعض البرامج وبعض المحطات تقوم بهذا على استحياء - إلا أنه لا يكفي.. فوطننا العربي وأمتنا الإسلامية مليئة بالحكايات والقصص، التي نستطيع من خلالها أن ننتج عشرات الآلاف من الأفلام الوثائقية، وأن نتقابل من خلال برامج حوارية مع عشرات الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في تاريخنا العربي والإسلامي، وأن نستنبط منها أهم الأحداث في تلك الأزمنة التاريخية المفصلية من تاريخنا العربي والإسلامي.

تحولات عديدة جرت في عالمنا العربي والإسلامي، وشهدت المنطقة إخفاقات وتطورات - حالها كحال أي منطقة وحضارة -، وأي موقع جغرافي على وجه البسيطة، ولكن مشكلتنا في (إعلامنا العربي) أنه يراوح نفس «الأمكنة»، ولازال في نفس «الأزمنة».. فمتى نفيق؟.

تذكرت لقاءً مع قامة إعلامية كبيرة ومؤسس أكبر مجموعة إعلامية عربية في الوطن العربي، وله صولات وجولات في الإعلام العربي إنه (وليد الإبراهيم) مؤسس مجموعة (الإم بي سي)، حين سأله المحاور في أحد البرامج اليوتيوبية عن أهم الأحداث، قال: إنه التقى الملك فهد ذات مرة، وتطرق - رحمه الله - إلى سؤال مهم وجوهري، توقفت عنده كثيراً، ولازلت أسأل نفس السؤال: أليس لدينا نشاطات ومشاريع وتغييرات جوهرية وإيجابية، ولنا مواقف عالمية داخلية وخارجية؟، فلماذا لا تظهرونها في الإعلام؟، ولماذا إعلامنا قاصر جداً في نواحٍ عديدة؟.

«هنا تتوقف الأسئلة»، منذ ذلك الزمن، وإلى يومنا هذا، لم نجد الإجابات.. فمن لديه الإجابة فليُمددنا بها.. وفقكم الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store