Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته

إن حبه الحقيقي يبدأ باتباع سنته ودعوته ويمضي ليشمل الحب القلبي العاطفي فهو وحده عليه الصلاة والسلام من ربط ذكره في الأذان والإقامة بذكر اسمه وهو وحده من صل عليه الله وملائكته وأمرنا بالصلاة والسلام عليه ومن هنا وجب على البيوت والأسر والعوائل والقبائل ربط الأنباء والبنات بسيرته وتدريسهم إياها،

A A
هنيئاً لنا إن صير الله لنا محمداً صل الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وأن جعل مكة المكرمة مولده ومنشأه ومبعثه وجعل المدينة المنورة مهجره ومسجده ومنزله وجعل فيها قبره ومدفنه، فمكة المكرمة والمدينة المنورة عينان في قلب كل مسلم لا يمكن التفاضل بينهما ولا يمكن لإنسان عاقل يقول إن عيني اليمنى خير من عيني اليسرى أو العكس، فقد بسط الله فيهما الفضل والأجر، ففي مكة بيت الله وفي المدينة نبي الله ومسجده صل الله عليه وسلم والروضة الشريفة وهي من الجنة وجبل أحد وهو من جبال الجنة كذلك، ويكفي أن روح محمد صل الله عليه وسلم فاح منها العطر وتناثر عنها العبق وفاضت أجواء مكة ونواحي المدينة بعطره وعبقه وارتسمت فيهما حياته وخطواته فكأنك تنظر إليه عليه الصلاة والسلام وهو يعتلي جبال مكة وينزل في بساتين المدينة ويسير ناحية الساحل في بداية هجرته ثم يميل ناحية المدينة في وجهته ليصل إليها مبشرا ومهللا يستقبله الأنصار مرددين:

طلع البدر علينا من ثنية الوداع

وجب الشكر علينا ما دع لله داع

فمحمد صل الله عليه وسلم نور، ومطلعه نور، ومولده نور، كما وصف ذلك شوقي:

ولد الهدى فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبسم وسناء

الروح والملأ الملائك حوله

للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي

والمنتهى والسدرة العصماء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل

واللوح والقلم البديع رواء

فعليه الصلاة والسلام جميل يكسوه الجمال من كل ناحية بل هو عليه الصلاة والسلام من يضفي على الجمال جمالا، جمع الشمائل الحسنة من أطرافها فوصفه ربه بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم) وكانت تقول عنه زوجته الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها "كان خلقه القرآن"، وعرف بالجاهلية قبل الإسلام بأنه صادق الوعد الأمين، طيب المعشر، لطيف التعامل، لا تشبع منه القلوب ولا ترتوي منه النفوس ولا تنصرف عنه العيون ولا تفكر بغيره العقول، حمل الرسالة وبلغ الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك من تبع سنته ظفر ومن بعد عنها هلك، من أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله ومن فضل غيره عليه لم يكن مؤمنا إيمانا كاملا كما ورد في الحديث الصحيح (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس اجمعين).

إن حبه الحقيقي يبدأ باتباع سنته ودعوته ويمضي ليشمل الحب القلبي العاطفي فهو وحده عليه الصلاة والسلام من ربط ذكره في الأذان والإقامة بذكر اسمه وهو وحده من صل عليه الله وملائكته وأمرنا بالصلاة والسلام عليه ومن هنا وجب على البيوت والأسر والعوائل والقبائل ربط الابناء والبنات بسيرته وتدريسهم إياها، وأن يكون له عليه الصلاة والسلام الذكر الدائم والحب اللازم وهو ما يجب أن تفيض به القلوب من المدامع للعيون وتتدفق المشاعر والأحاسيس نحوه عليه الصلاة والسلام حبا قلبيا صادقا ومن الحب الصادق تعليق كل النفوس به قدوة وأسوة حسنة (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فرسول الله صل الله عليه وسلم هو أفضل الخلق قاطبة وهو من تعطرت التربة بدفن جسده الشريف فيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store