Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بين الهفوة والجريمة

لا أدري أين هو المنطق وأين هي العدالة في مطاردة كبار المسئولين الاوروبيين الذين يتورطون في قضايا التحرش الجنسي ، في حين يتم السكوت عن الرؤساء والوزراء وأصحاب المسؤولية المباشرة في ارتكاب جرائم الحر

A A

لا أدري أين هو المنطق وأين هي العدالة في مطاردة كبار المسئولين الاوروبيين الذين يتورطون في قضايا التحرش الجنسي ، في حين يتم السكوت عن الرؤساء والوزراء وأصحاب المسؤولية المباشرة في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ؟!بدون شك فإن التحرش الجنسي هو أحد الجرائم التي يعاقب عليها القانون في البلاد الغربية وفي معظم بلاد العالم ، لكن هل يمكن أن يتساوى التحرش – في حال ثبوته – مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قد تصل إلى التسبب المباشر في قتل أكثر من مليون شخص وتشريد ما يزيد عن خمسة ملايين آخرين كما حدث في العراق وحدها ؟!آخر قضايا التحرش الجنسي كان بطلها مدير صندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس كان الذي اقتيد من جناحه بأحد فنادق نيويورك مصفدا بالقيود بعد أن ادعت إحدى عاملات تنظيف الغرف بالفندق بأنه قام بالتحرش بها .دومينيك ستروس كان لم يكن مدير صندوق النقد الدولي وحسب ، بل كان المرشح الأبرز لزعامة الحزب الاشتراكي الفرنسي والدخول في الانتخابات الرئاسية القادمة لمنافسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على منصب رئاسة الجمهورية . وهو ما دفع بعض قيادات الحزب الاشتراكي لانكار التهمة والحديث عن مؤامرة استهدفت القضاء على مستقبل (كان) السياسي . وبغض النظر عما إذا كانت التهمة صحيحة أم لا ، وبغض النظر عن حقيقة وجود مؤامرة دُبرت للرجل الذي كان من المتوقع أن ينجح في حملته الانتخابية ضد الرئيس ساركوزي ، فإن التهمة التي ألقي بسببها القبض على (كان) لم تكن خطيرة أو حتى تستحق العقوبة إذا ما قارناها بجرائم بعض الزعماء الغربيين . لقد ارتكبت الإدارة الأميركية السابقة وعلى رأسها الرئيس جورج دبليو بوش جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تحت ذريعة ما أسمته بالحرب ضد الإرهاب . وتحت نفس الذريعة قامت الإدارة الأميركية وحلفاؤها بغزو أفغانستان ، ثم غزو العراق واحتلالها . وها هي إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما تستمر في الاحتلال وارتكاب الجرائم بما فيها الغارات الجوية التي لم تتوقف يوما على بعض المناطق الأفغانية وبعض الأقاليم الباكستانية ، مما تسبب ويتسبب في قتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء .نحن نعيش في عالم لا يرى سوى الهفوات الصغيرة . anaszahid@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store