Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

ولي العهد.. يقوّض أركان مزاعم «غسيل السمعة»

A A
«إذا كان غسيل السمعة الرياضي سيرفع الناتج الإجمالي للمملكة 1%، فأنا سأستمر في ممارسة الغسيل الرياضي».

بهذه العبارة الموجزة جداً؛ رد سمو ولي العهد بحسمٍ وبراعة على سؤال «بريت بايير»، كبير مذيعي قناة فوكس نيوز، مُفنِّدًا في ثوانٍ معدودة مزاعم غربية تم بناؤها على مدى أكثر من خمس سنوات، بهدف حرمان دول محددة من حقها في توظيف مصادر قوتها الناعمة، وجعل تلك القوة الهامة حكراً لهم وحدهم دون سواهم، بشكلٍ يفتقد للمنطق والعدل.

فما هي حكاية مصطلح «غسيل السمعة»، وكيف استطاع الأمير محمد بن سلمان بإجابته المختصرة تلك تقويض أركان الأساس الذي قام عليه ذلك المصطلح، وتقديم رد حاسم لكل المحاولات لإعاقة جهود المملكة وحقها في توظيف مصادر قوتها الناعمة الرياضية والثقافية وغيرها؟.

المذيع سأل سمو الأمير قائلا: «ماذا تقول لأولئك الذين يقولون: إن هذا الإنفاق والاهتمام بالرياضة هو جزء من غسيل السمعة الرياضي، ومحاولة تحسين صورتكم لدى العالم والتأثير عليهم؟».. وهذا السؤال في الواقع ليس جديداً، فقد سمعناه كثيراً خلال الاستحواذ على نادي «نيو كاسل»، وعند استضافة سباقات الفورمولا والسوبر الإيطالي والسوبر الإسباني، وفي مناسبات رياضية وثقافية أخرى عديدة.

ولمعرفة مفهوم «غسيل السمعة»، فإننا بحاجة أولاً لمعرفة مفهوم «القوة الحادة»، الذي أطلقه Christopher Walker عام 2017، وعرفه بأنه «قيام دولة غير ديموقراطية باستخدام قوتها الناعمة بهدف التأثير والتحكم في النظام السياسي والمعلوماتي لدولة أخرى». وكان القصد من ذلك تحديداً في البداية، إعاقة توغّل الصين في العديد من دول العالم عبر توظيف قوتها الناعمة، ثم بدأ استخدامه بانتقائية وانحياز ضد دول أخرى منها المملكة.

وقد قمتُ بالرد حينها على هذا المفهوم، مشيراً إلى أنه يفتقد للموضوعية، ويندرج ضمن لعبة التصنيفات الهلامية ذات الأهداف السياسية من قبيل «دول خير ودول شر»، و»معنا أو ضدنا»، و»أوروبا حديقة وباقي العالم غابة»، وغيرها. فعلى أي أساس مثلاً تعتبر أنشطة المجلس الثقافي البريطاني قوة ناعمة مشروعة، في حين تعتبر أنشطة معهد كونفوشيوس الصيني قوة حادة غير أخلاقية؟، ووفق أي منطق يتم تسمية استضافة دول معينة للفعاليات الرياضية والثقافية بأنه غسيل سمعة مرفوض، في حين يتم تسمية الاجتياح الغربي لهويات الشعوب وانتهاك خصوصياتها الثقافية والأخلاقية «قوة ناعمة» مقبولة؛ لمجرد أن من قام بها هي دولة غربية؟.

لقد جاء رد سمو الأمير محمد بن سلمان على سؤال غسيل السمعة؛ مفندا بأسلوب سهل ممتنع لكل مزاعم غسيل السمعة السابقة واللاحقة، فالرد يوضح بدقة بأن ممارسة المملكة لحقها في توظيف مصادر قوتها الناعمة الرياضية هدفه اقتصادي، يسعى لرفع الناتج الإجمالي، ودعم مجهودات السياحة وجودة حياة المواطن، ومؤكداً بحسم بأن المملكة سوف تستمر في ممارسة هذا الحق، حتى لو كان سيرفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 1% فقط، وبأننا حققنا فعلاً بنجاح أهدافنا المرسومة، ونسعى لتحقيق المزيد بحول الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store