Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«عبدالعزيز» الثانية و«سعود» الرابعة.. فمن الأولى؟

A A
وفقاً لتصنيف التايمز الأخير 2024 للجامعات السعودية فإن جامعة الملك عبدالعزيز حققت الترتيب الثاني وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كان ترتيبها الثالث بينما جامعة الملك سعود جاءت في المرتبة الرابعة فمن الذي حظي بالمرتبة الأولى من جامعاتنا؟

هذا التصنيف يختلف في معاييره عن التصنيفات الأخرى حيث يعتمد التنوع في المعايير شاملا البيئة التعليمية في الجامعة (30%) والبحث العلمي (30%) والاستشهادات (30%) والبعد الدولي (7.5%) والدخل الصناعي (2.5%)، مع أنه تقريبا معتمد النسبة الكبيرة في الناتج البحثي لارتباط النشر بالاستشهاد (60%) إلا أنه واضح أن بيئة التعليم الجامعي لها وزن مرجح وهو (30%) وهذا ما اعتقده الذي رجح أن تكون جامعة الملك فهد للبترول والمعادن هي الأولى (مستوى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في التصنيف الحالي هو مستواها في التصنيف السابق لكن جامعة الملك عبدالعزيز هي التي تراجعت قليلا في التصنيف الأخير)، فمن يعرفها يعرف أن جوها جو علمي جامعي مغلق يساعد الطلاب على الدراسة من جهة والعطاء من قبل اعضاء هيئة التدريس من جهة أخرى.

وقد زرت هذه الجامعة فور تخرجي من الثانوية العامة ومكثت فيها أياماً عند بعض الأصدقاء من المدينة المنورة ولم يطب لي المقام فيها فلم أقدم للالتحاق بها، لكن شعرت حقاً أنها ذات بيئة تعليمية تختلف تماما عن بقية الجامعات السعودية والسر يكمن بالإضافة إلى أنظمتها الجادة الحادة أنها منغلقة بسكنها وناسها، كما أنها تعتمد سنة كاملة تحضيرية تركز فيها على دراسة اللغة الإنجليزية وفي الحقيقة عندما زرتها لم تكن جامعة إنما كانت كلية البترول والمعادن، وكان خريجوها من الذين يوظفون بسرعة وترغب كثير من الجهات في توظيفهم أيام زمان، وكان التركيز فيها على التخصصات الهندسية بالذات ذات العلاقة بالبترول وبعض التخصصات الإدارية والبيئية فهي بالتالي محدودة التخصصات كما أنه كان لا يلتحق بها إلا الشباب دون الشابات بعكس اليوم فالباب مفتوح للجنسين.

لقد كانت بالعهد القريب جامعة الملك عبدالعزيز في معظم التصنيفات الأولى فذكرتها وشرحت كيف أنها وصلت إلى ما وصلت إليه بسبب الإمكانات التي منحتها إياها الدولة -حفظها الله- وبسبب العدد الكبير من أعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على شهاداتهم من أرقى الجامعات العالمية وتمكنوا مع العمل الحثيث من الحصول على اعتمادات الجودة العالمية مما جعلها تتقدم الجامعات السعودية في التصنيف سنوات، وقبل أشهر عندما تقدمت عليها جامعة الملك سعود في أحد التصنيفات كتبت عنها مقالا أشيد بتقدم جامعة الملك سعود وما أحرزته من مرتبة وهي بلا شك جامعة نفتخر بها جميعا، واليوم تقدمت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عليهما فلها كل التباريك وكذا كل التباريك لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث ترتيبها الثالث متقدمة حتى على جامعة الملك سعود وهذا التنافس في رأيي محمود وصحي ويجب على كل جامعاتنا أن تدخل هذا الدوري التصنيفي الممتاز للجامعات وأهم عاملين رئيسين يجب أن يضبط في الجامعات هما: (١) البيئة التعليمية التي من أساسها تقييم أعضاء هيئة التدريس مما يعبر عنه بالسمعة الأكاديمية للتعليم لدى مؤسسات الأعمال وكذا نسبة أعضاء هيئة التدريس للطلبة وكذا تهيئة الوسائل والمرافق التدريسية والنواحي المنهجية، (٢) البحث العلمي وإنتاجية أعضاء هيئة التدريس في الأقسام العلمية والمراكز البحثية له، ويلحق به الاستشهادات من خلال البحوث العلمية المنشورة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، لنفرح جميعا بجامعاتنا كلها وما تحققه من مستويات متقدمة في التصنيف ونحيي فيهم التنافس والحرص على جودة التعليم والبحث العلمي والمجال مفتوح لكل جامعاتنا ولا ندري فربما التصنيف القادم يحتل المركز الأول جامعة أخرى غير "عبدالعزيز" أو "سعود" أو "فهد" فلكل مجتهد نصيب ومرحبا بكل متقدم جديد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store