Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المهارة أم التكتيك ؟

بصعود كل من ناديي برشلونة ومانشتسر يونايتد للمباراة النهائية لدوري الأبطال ، يكون عشاق الكرة في العالم على موعد مع مباراة تجمع بين أقوى فريقين لكرة القدم خلال السنوات الخمس الأخيرة .

A A

بصعود كل من ناديي برشلونة ومانشتسر يونايتد للمباراة النهائية لدوري الأبطال ، يكون عشاق الكرة في العالم على موعد مع مباراة تجمع بين أقوى فريقين لكرة القدم خلال السنوات الخمس الأخيرة . المباراة المرتقبة يوم 28 مايو ستكون النهائي الثاني بين الفريقين خلال السنوات الثلاث الأخيرة . وهذا في حد ذاته مؤشر على قوة الفريقين وتميزهما على الصعيدين الأوروبي والعالمي . في رأيي أن برشلونة هو أفضل فريق لكرة القدم في العالم من حيث الأداء الجماعي الذي يعتمد على تطويع مهارات لاعبي الفريق الفردية لصالح المجموعة . ولأن برشلونة يمتلك توليفة لاعبين هي الأبرز على صعيد جميع الأندية العالمية ، فإن الفريق يعتمد على أسلوب السهل الممتنع حيث يعتمد الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة ، مما يحرم المنافس من امتلاك الكرة والعمل على بناء الهجمات ، ومما يوقع دفاعات المنافس في الأخطاء نتيجة الضغط الشديد الذي يواجهه . لكن وعلى الصعيد التكتيكي الصرف فإن فريق برشلونة يفتقر إلى القدرة على التنويع من حيث الرسم التكتيكي ، كما أنه يفتقر إلى القدرة على مفاجأة المنافس وتغيير أسلوب اللعب حسب ما تقتضيه ظروف المباراة وحسب ما يتناسب مع المنافس القوي في حال وجوده . بالنسبة لمانشستر يونايتد فإنني أعتقد بأنه الفريق الأفضل عالميا على الصعيد التكتيكي . فالمدير الفني لفريق يونايتد السير ألكس فيرجسن ، قد يكون المدير الفني رقم واحد على مستوى العالم من حيث القدرة على الخلق . وعندما أقول الرقم واحد فإنني لا أعني الحقبة التي نعيشها حاليا فقط . السير ألكس هو المدير الفني الوحيد الذي لا تستطيع التنبؤ بالتشكيلة التي سيعتمدها خلال أية مباراة مهما كانت أهمية هذه المباراة . وهو فضلا عن ذلك قادر على اعتماد ما يزيد عن 4 أو 5 رسوم تكتيكية في الموسم الواحد . أما المدهش أكثر من كل ما سبق ، فهو قدرة السير ألكس على توظيف قدرات لاعبيه بشكل مثالي واستغلال هذه القدرات وتنميتها بشقيها الدفاعي والهجومي لتتلاءم مع مختلف المراكز . ولعل المراكز التي شغلها رايان غيغز هذا العام حيث لعب في مركز الوسط الأيسر والمحور صانع اللعب بالإضافة إلى مركز الظهير الأيسر ، هي أكبر دلالة على قدرة فيرجسن على مفاجأة المنافس وتغيير مجرى اللعب حسب ما تقتضيه ظروف المباراة . أما المهارات الدفاعية التي أظهرها الجناج الإكوادوري فالنسيا الذي حول مركزه من جناح أيمن إلى ظهير أيمن عبر العديد من المباريات التي كانت تستلزم الزج بمهاجم ثالث ، فهو دليل إضافي على مدى ما يتمتع به هذا الرجل من قدرة على الخلق . المباراة المرتقبة ستكون بين المهارة من ناحية والتكتيك من ناحية أخرى ، فمن يا ترى سينتصر ؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store