Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

الأرض.. حركة لا تنقطع

A A
منذ خلق الله الأرض وحتى اليوم، فإن هذا الكوكب في حركة دائمة وديناميكية.. وهناك تيارات حرارية داخلها مستمرة، والأرض أيضاً تتأثر من خلال غلافها الجوي.. هذه الحركة الدائمة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الكوكب وظواهره الطبيعية.

تبدأ الحركة الداخلية للأرض (التيارات) في أعماق الأرض وبسبب مناطقها الداخلية الساخنة، وبفضل هذه الحركة الداخلية، تنشأ العديد من الظواهر الطبيعية التي نشهدها على سطح الأرض.. مثل الأنشطة البركانية والزلازل، حيث تتحرك قشرة الأرض الصلبة عبر حافات كقطع الجيكسو من تصادم أو تباعد.

بالإضافة إلى الحركة الداخلية، تتأثر الأرض أيضًا بغلافها الجوي والذي يتكون من طبقات متعددة من الغازات والهواء المحيط بالأرض.. ونتيجة لاختلاف درجات الحرارة والضغط في هذه الطبقات، يحدث تيار هوائي مستمر من الرياح.. وتؤثر الرياح على الأرض وتساهم في تشكيل أنماط المناخ وتوزيع الأمطار وتحديد اتجاهات تيارات المحيطات.

باختصار، يمكننا القول إن الأرض ليست كتلة ثابتة في الفضاء، بل هي كوكب ينبض بالحياة والحركة.. تتأثر الأرض بحركتها الداخلية وتأثيرات غلافها الجوي، وهذا يؤدي إلى تشكيل الظواهر الطبيعية التي تراها عيننا ونشعر بها في حياتنا اليومية.

وعلى مر العصور، شهدت البشرية عدداً من الكوارث الطبيعية بتأثير الحركة المستمرة للأرض من داخلها أو خارجها. فالزلازل تهز الأرض بقوتها الهائلة، وتتسبب في انهيار المباني وفقدان الأرواح.. والبراكين تثور بقوة، وتلقي بالحمم والرماد البركاني على المناطق المحيطة بها، مسببة دمارًا هائلاً وتهديدًا للسكان.. والفيضانات تغمر الأراضي والمدن، وتتسبب في خسائر مادية جسيمة وتشريد السكان.. والانزلاقات الأرضية تحدث عندما تنزلق الصخور على سفوح التلال أو المنحدرات، وتدمر المباني والبنية التحتية.

على الرغم من أننا نحاول تعلم كيفية التعامل مع هذه الكوارث والوقاية منها، إلا أن البشر أحيانًا يسهمون في حدوث المزيد من الكوارث والوفيات.. ويحدث ذلك نتيجة أخطاء في عمليات البناء وعدم مراعاة المعايير الهندسية في البناء أو تخطيط المدن.

لذا، يجب علينا كبشر أن نأخذ على محمل الجد خبرات الماضي ونعمل على تعزيز الوعي المجتمعي والتخطيط العمراني الذكي. يجب علينا تقييم المخاطر المحتملة واتخاذ إجراءات وقائية للحد من التأثيرات السلبية للكوارث الطبيعية.. ينبغي أن تكون البنية التحتية للمدن متينة ومصممة لتحمل الزلازل والفيضانات والبراكين.. وعند تخطيط المدن الجديدة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار المواقع الآمنة ونضع قوانين واضحة للبناء والتنمية المستدامة.

ولنتذكرحوادث السيول في درنة بليبيا وقبلها الزلازل في تركيا والمغرب، وهي حوادث تسببت في خسائر بشرية كبيرة.. هذه الحوادث تعكس أهمية التوعية والاستعداد للتعامل مع الكوارث الطبيعية.

لنتذكر أن الأرض خلقها الله سبحانه وتعالى وجعلها في حركة دائمة لا تنقطع إلى أن يرث الأرض ومن عليها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store