Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

فاجتنبوه لعلكم تفلحون

A A
إن الحديث عن خطر المخدرات بأنواعها على الفرد والبلد والمجتمع يطول، فالمخدرات تلتقي مع الخمر في علة التحريم، وهي الإسكار بإذهاب العقل الذي وهبه الله للإنسان، وبه ميزه عن الحيوان؛ فهي مذهبة للعقل، ومن أسباب ضياع المال فيما لا نفع له، ومصادمة للدين الإسلامي الحنيف الذي يمنع ويحرم ويأمر باجتناب كل ما هو ضار بالفرد والبلد والأمة.

قال تعالى في سورة المائدة (الآية-90): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

وقد اكتشف العلماء ولا يزالون يكتشفون المزيد مما يتعلق بالآفات الجسيمة للمخدرات، سواء على العقل أو على القلب أو على سائر أعضاء الإنسان.

إن متعاطي المخدرات يفقد طبيعته البشرية، وكرامته الإنسانية، لأنه بها لا يملك تفكيراً سوياً، ولا اتزاناً ضرورياً -نسأل الله السلامة-، لذلك صنفها العلماء من الخبائث التي حرمها الله في كتابه الكريم كما جاء في سورة الأعراف (الآية-156): (وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلخَبَـٰۤىِٕثَ).

ودور المملكة في التصدي لهذه الآفة الفتاكة والمدمرة يطول شرحه، فوزارة الداخلية وعبر أجهزتها المتعددة وفي مقدمتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أخذت على عاتقها هذا الدور الكبير من أجل أن ينعم الوطن وأبناؤه ببيئة سليمة خالية من الآفات والمنغصات وحماية المجتمع من الانزلاق في براثنها، لا سيما الشباب (ذكوراً وإناثاً) لأنهم هم المستهدفون في المقام الأول بهذه السموم كونهم عماد الوطن ورجال المستقبل، ولن أتحدث هنا عن الكميات الهائلة من أنواع المخدرات التي يتم ضبطها وإحباطها في منافذ المملكة في وقتنا الحاضر من قبل منسوبي هذا الجهاز الحيوي والذين يضعون أرواحهم على أكفهم من أجل حماية المجتمع والوطن بأكمله من هذا الداء ومنع شرور المتربصين للنيل من بلادنا أرضا وإنساناً.. أسال الله أن يحمي وطننا وقيادته وشعبه من كل سوء ومكروه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store