Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

الوقوف على أطراف الأصابع!!

A A
صدر لمعالي الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصحة السابق، والحج حالياً، كتاب يستحق القراءة بعنوان: «الوقوف على أطراف الأصابع»، ذكر المؤلف في الكتاب أن النجاحات التي حصلت لاحتواء جائحة كورونا، كانت بعد توفيق الله، بسبب التفويض والثقة التي منحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله لفريق الوزارة، والتي ساعدت في ابتكار الحلول الناجعة لإدارة الأزمة.

شخصياً، ذكرتُ غير مرة أن معاليه رجل عملي لأبعد الحدود، لا يزال في الذاكرة وقت حمله لحقيبة وزارة الصحة، أنه شرَّفنا في الجامعة لتوقيع اتفاقية بين وزارة الصحة وكلية الطب في أم القرى، أذكر وأنا في استقباله عند مدخل مبنى إدارة الجامعة، وبعد ترجّله من مركبته، نظر إليَّ قائلاً: «د. بكري أين الاتفاقية، دعنا نوقعها الآن هنا، لأن جدولي مكتظ بالمواعيد»، وقد كنا جهزنا القاعة الكبرى لعملية التوقيع، وعندما ذكرت له ذلك، وافق على أن لا تزيد المدة عن نصف ساعة.

بالرجوع للكتاب، نجد أن عنوانه: «الوقوف على أطراف الأصابع»، مستوحى من طريقة استعداد العدائين للسباق قبل انطلاقهم، حيث عندها يكون ذهن الواحد منهم في أعلى تركيز، كما في حالة المؤلف عند حدوث جائحة كورونا. كان معاليه أول من أخذ جرعة لقاح كورونا، استشعاراً للمسؤولية، ولتشجيع الآخرين على أخذ اللقاح، مع أن عمره لم يقترب من الستين عاماً.

ذكر أن لديه قناعة بأهمية الاستعداد المبكر، وهو سبب نجاحه في التصدي للجائحة، لأن كل دولار يتم صرفه في الاستعداد، يُوفِّر الكثير من الأموال، لو لم يكن هناك استعداد مسبق لمواجهة الأزمة.

يرى أن أهم مركزين في وزارة الصحة، كانت «مركز الأزمات والكوارث»، و«القيادة والتحكم»، التي تم تدشينهما قبل حدوث الجائحة. كما أن مركز استقبال الاتصالات (937) من اسرار نجاحه في الوزارة، لأن هذا المركز كان النافذة له لمعرفة أداء الوزارة بعيون الآخرين.

من المواقف المؤثرة، ما ذكره المؤلف حينما تم حجز زوجين في غرفة واحدة بعد عودتهما من خارج المملكة، اتصل الزوج يلتمس تغيير الغرفة وكرر الطلب، وظهر بعدها أنه طلق زوجته وتم فصلهما بعد ذلك!.

ذكر المؤلف أنه شخصياً أصيب بفيروس كورونا، وأن في ظنه أن نصف سكان المملكة أصيبوا بالفيروس، وبالنسبة لعدد الوفيات في العالم بسبب كورونا - والكلام للمؤلف- يعتقد أنه أضعاف ما تم الإعلان عنه رسمياً، وأنه يتفق مع الدراسة التي تقول: إن عدد الوفيات بسبب كورونا عالمياً كانت في حدود (18) مليون متوفي، وأن الكثير من الدول لم تعطِ أرقاماً حقيقية عن عدد الإصابات بكورونا لكي لا تُصنَّف على أنها من الدول الموبوءة، وبالأخص تلك التي تعتمد في دخلها على السياحة، في الكتاب الكثير من المواقف الرائعة، وأهمية التخطيط الإستراتيجي، ووضوح الرؤية والأهداف، ومؤشرات الأداء، ومتابعة تنفيذها من المسؤولين.

وأخيراً، فالجميع في انتظار كتابه القادم الذي يستعد لإطلاقه، والذي يجمع فيه معاليه تجربته في كل الحقائب الوزارية التي تشرَّف بحملها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store