Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

وزارة الخارجية وتألقها في الأدوار الخارجية

A A
حقاً إن اختيار الرجال المتخصصين في مواقع العمل يكسب الموقع نموا وازدهارا ويتحقق عنه تقدم ملموس ونجاح محسوس، وهذا ما يتمثل اليوم في وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الذي يذكّر بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل عملاق السياسة العربية والعالمية الذي ما ذكرت السياسة إلا كان اسمه في المقدمة والذي كان امتداده في ذلك معالي الوزير عادل الجبير وسار على خطاه وكان أحد تلاميذه ومن مدرسته، واليوم يتألق الأمير فيصل بن فرحان في أداء الأدوار السياسية وهو بذلك يمثل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في منطلقاته السياسية وهي في حقيقتها مواقف المملكة الثابتة والمتزنة من القضايا العربية والعالمية من عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتتطور السياسة الخارجية للمملكة بتطور الأحداث، فمثلا موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت وهو دعمها للأشقاء الفلسطينيين كدولة عاصمتها القدس الشرقية وتطور الوضع اليوم باعتماد وجود سفير سعودي لهذه الدولة حيث يعتبر جسرا للتعاون معها كدولة.

وقد أعجبتني تصريح سموه حول الأحداث الاخيرة بين فلسطين وإسرائيل حيث قال: «أخشى أننا نقدم على دورة من التصعيد لن نستطيع إيقافها وهنا تقع المسؤولية على الجانب الإسرائيلي لوقف هذه الإجراءات المتتالية في الأراضي الفلسطينية والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة للعودة للحوار ونحن عازمون على الدفع بمسار الحوار لحل هذه القضية التي طالت وأن يكون ذلك الحل لاشك عن طريق إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».

ويبدع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين في صناعة السياسة الخارجية ورؤيتها وتحديد المواقف من العلاقات الخارجية مع الدول القريبة والبعيدة ودول المنطقة ودول العالم بل إن هناك وضوحا للرؤية في جعل علاقاتنا علاقات سلمية لجعل المنطقة أكثر استقراراً وأمنا وبالتالي يكون الازدهار الاقتصادي والتفرغ للتنمية، وقد أخذ على عاتقه -حفظه الله- بأن يجعل منطقة الشرق الاوسط من أرقى المناطق تقدما وازدهارا ولا يمكن أن يكون ذلك إلا من خلال نشر الاستقرار ونبذ الخلافات ومن خلال السياسة الراشدة المتأنية ومن خلال الحوار البناء الذي يضع مصلحة الاوطان وازدهارها مقدمًا على أي شيء آخر.

إن الناظر اليوم للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية يجد فيها قمة التوازن والاتزان مع كل دول العالم بل ان الحراك السياسي السعودي اليوم ذو اعتبار عالمي في الموازنات الدولية، وكما اشار احد المحللين السياسيين إن السعودية اليوم رقما مؤثرا في سياسة المنطقة واستقرارها لا يمكن تجاهله، وذلك مؤشر على تألق الادوار السياسية لوزارة الخارجية ولا أدل على ذلك من صناعة لقاءات العديد من القمم الآسيوية والافريقية والعالمية وقيادة المنطقة خليجيا وعربيا وعالميا والتخطيط والتواصل مع الجميع.

حق للدول الخليجية والعربية والعالمية ان تعضد الخطوات الايجابية التي تتخذها السعودية في حق القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني وفي حل المنازعات التي تحدث في بعض الدول العربية والافريقية والاوروبية لما ترمي إليه من اعتدال في الطرح وتحققه من مبادرات إنسانية لمصلحة الشعوب، وفق الله وزارة الخارجية ومن يقوم عليها وزادهم عطاء لخدمة ديننا ووطننا وما يعمر الأرض من خير ونماء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store