Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

تناول السكر لا يسبب السرطان

A A
وضحت في مقال سابق أن الإنسان العادي الذي لا يشتكي من أي مرض من الضروري أن يكون في مصدر غذائه مصدر للطاقة مباشر مثل الجلكوز او غير مباشر مثل الفركتوز ويمكن الحصول على مصدر الطاقة من أغذية طبيعية مثل الفاكهة أو تحويلية من مصادر كربوهيدراتية والسكر العادي الأبيض منه والأسمر يعدان أحد مصادر الطاقة مثله في ذلك مثل بقية المصادر، وكل مصادر الطاقة التي تعطي في النهاية جلوكوز ليس لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب بأنها تسبب السرطان كما هو مشاع بين الناس، وللاسف ان بعض الأطباء يذكر ذلك وهي معلومة مغلوطة ليس لها أي مصدر بحثي سوى شخص يرى ذلك من خلال فيديو منتشر بين الناس فأصبح ثقافة بين الناس يحرمون أنفسهم من الشاهي والقهوة وبقية المشروبات المحلاة ويتناولونها منزوعة تماما من السكر فزادتهم مرارة على مرارة.

طبعاً نحن نتحدث عن الإنسان العادي غير المريض، فإن تناوله للسكر ضروري لخلايا جسمه خاصة خلايا الدماغ والخلايا العصبية، كما ان هجر تناول السكر تماما أياً كان مصدره طبيعي أو غير طبيعي له آثاره السلبية، فالسكر العادي عبارة عن جلوكوز وفركتوز، فالجلوكوز مثلا -كما يذكر الدكتور عبدالله عبدالكريم أحد كبار علم الفسيولوجيا والأيض- إن الدماغ يعتمد عليه كطاقة بنسبة قد تصل إلى 90% وانقطاع الجلوكوز من الدماغ لمدة أكثر من عشر دقائق يؤدي إلى تلف الدماغ، أما الفركتوز فخلايا الجسم لا تستطيع استعماله بشكل مباشر ولذا يدخل إلى الكبد ويتم تحويله إلى جلوكوز ويكون احتياطيًا إذا انخفض مستوى الجلوكوز في الدم الذي يستخدمه الجسم.

من المعروف في علم التغذية أن الجلوكوز والفركتوز لهما مصادر متعددة مثل الفواكه والعسل، بينما التمور والخبز والأرز والبطاطا وغيرها تقتصر كهربوهيدرات على الجلوكوز فقط تتكون في الآلاف من السلاسل الطويلة التي لا يمكن امتصاصها واستخدامها كطاقة إلا بعد تحولها لجلوكوز وبالتالي فإن الخلايا فِي الجسم تستقبل الجلوكوز دون معرفة منها لمصدره من الفاكهة أو الخبز أو السكر العادي الأبيض او الأسمر ومن هنا تتضح الفرية على سكر المائدة (الابيض والاسمر) بأنه خطير ومسبب للسرطان.

ان الذين يقولون مثل هذا الكلام ليسوا من أهل الاختصاص حتى ولو كانوا أطباء والجلوكوز جلوكوز سواء مصدره خبز أو فاكهة أو بطاطا أو سكر عادي وهو ما يجب أن يقلل منه مريض السكر فقط ويأخذ احتياطه في توازنه مع الانسولين لا يقل ولا يزيد، وهذا من نعم الله التي منحها للانسان غير المصاب بالسكر بأن منحه الله نعمة التوازن بين جلوكوزه وانسولينه في الدم فهو بذا معافى من مرض السكر (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وفي مقال آخر إن شاء الله اوضح لماذا يُنصح المصابون بالسرطان بعدم الإكثار من تناول السكر؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store