Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

وعادت (المصادر)..!

صدى الميدان

A A
* في وقت كانت مراكز (مصادر التعلم) تمثل رئة تتنفس من خلالها المدارس روح (رقمنة) المعرفة، وربط المناهج بواقع التعليم (الإلكتروني)، مع ما يمثله وجودها من (مصدر) للمعرفة بمختلف أدواتها، جاء قرار تحويل أمناء مصادر التعلم إلى معلمين بما يمثل (إيقافا) لدور ريادي كانوا يقومون به، شاهدهم فراغ تركوه، وبعد سنوات صدر قرار عودتهم ليملؤوه.

* ومثل هذه القرارات، وإن كان ظرف وباء كورونا أحد الأسباب، إلا أن تأخره إلى هذا العام مثار استغراب، لا سيما، وأن الدور الذي كانت تقوم به مراكز مصادر التعلم، وأمناؤها دور من الأهمية بمكان، وهو دور يدركه كل مدير كان يرى فيها أهم مكان، وكل معلم بدأ معها مترددا فأصبح مبادرا، وكل طالب بدأ بفضول الاطلاع فتحول إلى زائر دائم لها مع كل فرصة (فراغ).

* يضاف إلى ذلك ما كانت تمثله تلك المراكز في ضوء (تفعيلها) كما يجب، وكما هو واجب على أمين كل مركز، من موارد ثقافة واطلاع، ومراكز (تدريب)، وشعلة من نشاط (خلية نحل) كما تربط الطالب بفضيلة القراءة والاطلاع، فإنها تأخذ بيده ومعلمه نحو الإفادة من (التقنية) فيما ينشد من (جودة) التعليم.

* تلك الجودة التي لا يمكن بحال النظر إليها في معزل عن (التقنية)، وعصر (الحوسبة)، وملاحقة كل جديد مما يجود به زمن (التحول) الإلكتروني، الذي قطع فيه تعليمنا شوطا كبيرا، ومما لا شك فيه أن لمراكز مصادر التعلم، وأمناء تلك المراكز، الدور الكبير، واللافت في تحقيق ذلك، كونهم (صناع) نقلة، وموضع إشادة، وأصحاب دور أساس في منظومة تحقيق (هدف) التعلم.

* فطالب اليوم، بل ومعلم اليوم، لا يمكن بحال تصور (جهله) بالتقنية، حيث لا مكان للمنافسة كشاهد من شواهد تطور أي نظام تعليمي، إلا من خلال معرفة أين وصل في جانب التحول الرقمي، وأحسب أنه لا مجال لتحقيق ذلك إلا من خلال مراكز مصادر التعلم، التي (يفترض) أن يضاف عليها لا أن يُؤخذ منها، وأن تكون (مواكبة) لكل جديد في جانب تيسير دور (المعلم)، وتجويد تعلم (الطالب).

* ثم إن ما كان يقوم به أمناء تلك المراكز من دور، هو تماما ما يمكن وصفه بـ(وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر)، ليس من باب الترف الوظيفي، بل هو دور ريادي، يدركه أمين مركز المصادر قبل غيره، وهو ما يفسر كم هي الحاجة إلى أن يعودوا إلى حيث ممارسة ذلك الدور، بكل كفاءة، ومسؤولية، كما هو قرار الإشادة بدورهم، ومعالجة فاقد غيابهم بإنصافهم من خلال قرار (عودتهم).. وعلمي وسلامتكم. kmsag@hotmail.com

@KhalidMosaid

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store