Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

علماء يزورون المملكة.. بدون الاستفادة من علمهم!

A A
لقد اهتمَّ الدين الإسلامي العظيم منذ أول يوم بالعلم والفكر، وعمل المسلمون الأوائل عبر تاريخهم الطويل على تشجيع العلم والتعليم، ودعم العلماء وإحاطتهم بكل تكريم وتبجيل، من أجل ذلك اتسمت الحضارة الإسلامية بالشمول، فكانت حضارة متكاملة غذَّت الفكر والعقل البشري، وأعطته مزايا كثيرة ومتعددة.

والمملكة - ولله الحمد - بلد الإسلام، ومهبط الوحي، وفيها بيت الله الحرام «مكة المكرمة»، المدينة التي تنزَّلت على أرضها كلمة «اقرأ»، وهي من أوائل ما نزل من الكتاب، فكم من العلماء والمفكرين المسلمين وغيرهم الحائزين على جوائز عالمية يزورون المملكة، وهذه المدينة المقدسة «مكة المكرمة» لأداء الحج والعمرة، وزيارة المدينة المنورة، بدون أن نستفيد من علمهم وفكرهم، ومعروف أن أحد معايير الجامعات الريادية في وقتنا الحاضر، هي بالتعاون والشراكات البحثية، والإشراف على الكراسي العلمية، وطلاب الدراسات العليا مع أساتذة بأسماءٍ كبيرة من العلماء العظام، الحائزين على جوائز عالمية كنوبل، والملك فيصل العالمية، وزمالة الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، والجمعية الأمريكية للفيزياء، وميدالية فيلز للرياضيات وغيرها.

ولا يزال في الذاكرة مدير جامعة ماليزيا للتكنولوجيا عند أدائه العمرة قبل عقد من الزمن، وطلب مقابلتي، وأثناء المقابلة قال لي: «الكثير من العلماء الحائزين على جوائز عالمية في شتى المجالات العلمية، ولهم الكثير من الأبحاث والاكتشافات العلمية، يأتون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بغرض الحج والعمرة والزيارة، بدون أن تستفيدوا من علمهم وفكرهم».

كانت كلماته جداً مؤثرة، وعلى ضوئها تم عمل مبادرة وقتها للاستفادة من علم وفكر هؤلاء العلماء في الإشراف على الكراسي العلمية، والشراكات والبحث العلمي، ومساعدة المعيدين في القبول في الجامعات العالمية العريقة. وأذكر أن ألقى سعادته محاضرة جميلة عن الإبداع والابتكار، والشركات الناشئة، ودورها في تسويق منتجات البحث العلمي في الجامعة، والتي كانت الأساس التي قامت عليه فكرة إنشاء وادي مكة للتقنية.

والأمر ذاته ينطبق على العلماء الحائزين على جائزة الملك فيصل - رحمه الله- العالمية، والتي هي الطريق لحصول الكثير من العلماء على جائزة نوبل الشهيرة.

كان هدف هذه المؤسسة الخيرية العظيمة، هي تقدير ومكافأة العلماء من جميع أنحاء العالم، الذين أسهموا في تقدُّم البشرية، والسير بها خطوات إلى الأمام، وأولى جوائزها تم منحها عام 1979م.

فنجد أنهم يحضرون إلى المملكة لحضور حفل تسليم الجائزة، ثم يُغادرون بعدها إلى بلدانهم بدون أن يُستفاد منهم في مجال تخصصاتهم، لذلك على الجامعات السعودية محاولة عمل مبادرات، والقيام بالتنسيق مع لجنة رئاسة هيئة الجائزة، تؤدي في النهاية إلى الاستفادة من علمهم وفكرهم، وسيكون من نتيجتها ارتفاع جودة مخرجات الجامعات السعودية، وانتشار سمعتها على المستوى الدولي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store