Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

الفرق بين الإعلامي المشجع.. والإعلامي الرياضي

A A
تعد الرياضة من أبرز المجالات التي تستحوذ على اهتمام الجماهير، وتولد المشاعر القوية والانتماءات العاطفية للأندية والفرق المفضلة، ومع تزايد الاهتمام بالرياضة، ظهرت فئة من الأشخاص أُعرّفهم بـ»المشجعين الإعلاميين»، الذين ينشرون آرائهم ومشاعرهم المتعصبة تجاه فريق معين، عبر وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي.

ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقًا واضحًا بين المشجع الإعلامي، والإعلامي الرياضي. الإعلامي الرياضي هو الشخص الذي يتمتع بالمعرفة والخبرة في مجال الرياضة، ولديه القدرة على تحليل الأحداث الرياضية، وتقديم وجهات نظر موضوعية ومعقولة، إنه يتعامل مع جميع الفرق واللاعبين بشكل عادل، ويسعى لتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور.

أما المشجع الإعلامي، فهو الشخص الذي يشجع فريقاً معيناً بشغف وحماس كبيرين، يحق له أن يكون لديه انتماء وتفاعل عاطفي مع فريقه المفضل، وهذا أمر طبيعي ومقبول.. ومع ذلك، يجب على المشجع الإعلامي أن يكون حذراً في طرح آرائه ومشاعره بطريقة تحترم الآخرين، وتحافظ على المهنية الصحفية.

تتمثل المشكلة عندما يستغل المشجع الإعلامي منصاته الإعلامية لنشر التعصب والانحياز الشخصي، وهذا يعتبر سلوكاً غير مهني، فالإعلام هو المسؤول عن نقل الأخبار والمعلومات بموضوعية وحيادية، ويجب أن يكون المرجع الذي يستند إليه الجمهور؛ للحصول على معلومات رياضية موثوقة.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن نلقي الضوء على ما يحدث بين المشجعين الإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما منصة (X)، فعادةً ما يتبادل هؤلاء المشجعون المتعصبون التحريض بين بعضهم البعض، دون أن يدركوا أن ذلك يثير مشاعر الجمهور في الملاعب، ويزيد من حدة الاحتكاكات بينهم، تلك المهاترات الاعلامية السلبية تعكس عدم الاحترام، وتزيد من التوترات في المجتمع الرياضي.

لذا، يجب على المشجعين الإعلاميين أن يكونوا على دراية بالمسؤولية التي يحملونها في تأثيرهم على الجمهور والمشجعين في الملاعب، وينبغي عليهم أن يتجنبوا نشر الكراهية والتحريض، وأن يسعوا لتعزيز روح الرياضة النبيلة، والاحترام المتبادل بين جميع المشجعين.

باختصار، يجب أن نكثف جهودنا للحد من المهاترات والتوترات التي تنشأ بين المشجعين الإعلاميين، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، لنعمل سويًا على بناء بيئة رياضية إيجابية، تعزز الروح الرياضية، وتجمع الجماهير بدلاً من تفرقتها.

لذلك، يتعين على المشجع الإعلامي أن يكون واعياً لدوره الإعلامي، وأثره على الجمهور، يجب عليه أن يسعى لتقديم المعلومات والآراء بطريقة متوازنة وموضوعية، وأن يحترم تنوّع المشجعين واهتماماتهم المختلفة، ويجب أن يكون التحليل الرياضي هو الأساس في عمله، وألا يتأثر بالتعصب الشخصي في طرح آرائه.

بالخلاصة، نحن لا نريد متعصبين إعلاميين، نحتاج إلى إعلام رياضي يتمتع بالمهنية والموضوعية، ويسعى لتقديم المعلومات الدقيقة والتحليل الموضوعي، يجب أن يكون لدينا رؤساء تحرير وإعلاميون رياضيون يتبنون هذه القيم، ويعملون على نشرها، لكي يستفيد الجمهور من محتوى رياضي ذي جودة ومصداقية عالية.

إن مشجعينا يستحقون الحصول على معلومات رياضية موثوقة، وتحليلات موضوعية، وعلينا جميعًا أن نعمل معًا لتحقيق ذلك، وتجنُّب تأثير التعصب الزائد في وسائل الإعلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store