Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

الأرض.. جمال لا ينتهي

A A
تعتبر الأرض كنزًا من عجائب خلق الله، حيث تتميز بتنوع مدهش من المناظر الطبيعية، ويقدم كوكبنا تشكيلة استثنائية من التضاريس التي تبرز جمالها المبهر والآسر للروح البشرية، من الجبال المهيبة إلى البراكين، ومن الصحاري الشاسعة إلى الوديان الخضراء، ولذا يصبح المشي والتسلق، بوابة للانغماس في هذه البيئات المبهجة، والاعتبار والتدبر والتأمل في ما خلق الله لنا، ويتيح لنا تقدير أعجوبة خلق الأرض والسموات، فالجبال، بقممها الشاهقة، يتيح لنا مزيجًا فريدًا من التحدي عند تسلق سفوحها، والهدوء والراحة والسكينة، عند الوصول لقممها، حيث يمكن للمرء أن يشهد مناظر خلابة حوله، ويستمتع وغيره بجمال العالم أسفلهم.

أما البراكين، فهي توفّر نافذة على سطح الأرض، تسمح بالاطلاع على القوى الأرضية الداخلية، وتقدم البراكين، سواء كانت نشطة أم خامدة، فرصة لمشاهدة تشكل تضاريس الأرض امام أعيننا، وخير مثال لذلك عند مشاهدة البراكين من بعد، كما في جزر هاوي أو أيسلندا، يشاهد المرء والسائح، عالمًا كأنه خيال، تشكله الحمم البركانية.. إن رؤية ثورانات البراكين، تعمل على تذكيرنا بطبيعة الأرض الديناميكية وقدرة الخالق سبحانه.

أما الصحاري، التي تبدو قاحلة ومهجورة، فإنها تحمل سحرًا خاصًا بها، تقدم هذه الأراضي الشاسعة من الرمال، مثل صحراء الربع الخالي، جمالًا غريبًا يكشف عن نفسه أمام الذين يعشقون عبورها بالسيارات أو على ظهور الجمال، وعند المشي عبر الكثبان المتحركة، يمكن للمرء رؤية مذهلة لضوء الشمس والظل، وكذلك التعجب من النباتات والحيوانات والتي تكيفت للبقاء على قيد الحياة في بيئات قاسية في الصحاري.

أما الوديان فهي تقدم للمرء منظرًا متناقضًا للصحاري القاحلة، هنا يشاهد المرء المياه والشللات المائية والأشجار والعشب، تعتبر الوديان ملاذًا من قسوة الجبال أو قسوة الصحاري، وعند المشي في هذه الوديان، يمكن للمرء التمتع بالخضرة، وسماع هدير شلالات المياه، بالإضافة إلى ما ذكرته أعلاه، هناك أيضًا مظاهر أرضية تثير الإلهام، مثل السواحل النقية والجزر البحرية، والسهول الشاسعة.

مع ذلك، ومع الامتياز المتاح للاستمتاع بجمال الأرض، تأتي مسؤولية كبيرة، فمن الضروري ان نتفهم هشاشة هذه النظم البيئية الموجودة وضرورة الحفاظ عليها، علينا الالتزام بمبدأ «لا تترك أثراً»، ودعم الجهود الحكومية للحفاظ على البيئة، ضمن منظومة مستدامة، لتتمكن الأجيال القادمة أيضًا بالاستمتاع بروعة الأرض.. أود أن أختم بأننا على الأرض، وخصوصًا في مملكتنا الحبيبة، نملك تراثاً تضاريسياً جيولوجياً رائعاً متنوعاً.. في مقالاتي القادمة سأتحدث عن المتنزهات الجيولوجية وأهميتها السياحية وكوسيلة لحماية التنوع الجيولوجي لدينا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store