رؤية طموحة وجبارة، وذات تخطيط دقيق، أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله، أهدافها واضحة، وأول هذه الأهداف، التقليل من الاعتماد على النفط كدخل رئيسي لميزانية الدولة، عبر مشاريع «بنية تحتية وترفيهية»، وفتح مجالات السياحة المختلفة، إضافةً للسياحة الدينية الموجودة مسبقاً.
مشاريع عملاقة ترى النور، (نيوم، وساحل البحر الأحمر، الذي افتُتِح مطاره، وبدأ باستقبال السياح من كافة أنحاء العالم، وقبلها تحويل العلا إلى مركز تاريخي وتراثي عالمي).
المملكة ولله الحمد تتحول بسرعة كبيرة، ونجاح يفوق الخيال بكافة النواحي، بقيادة ملهم الرؤية، ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله، حيث تهدف إلى مستقبل آمن وتنمية مستدامة وجودة الحياة، بنفطٍ أو بغيره، فالعالم يتسابق ليتغيَّر إلى الأفضل، ومملكتنا تقود هذا السباق باحترافية عالية وتخطيط أغضب الأعداء وسرّ الأصدقاء، وهنا نقطة اتفق عليها الجميع، وهي ثقة المواطن ودعمه، والوقوف وراء عرَّاب الرؤية بكل طمأنينة، مما جعل هذا الوطن محط أنظار العالم.
ولكن، هنالك من استغل مصطلح الرؤية ببعض الإدارات، أو المشاريع التجارية، والشركات الخاصة، لتفعيل دورهم السلبي، وعند سؤالك: أين الخدمة الفلانية، فيجيبون بأنها في طور الإعداد والتطوير حسب رؤية المملكة، وكأنهم يريدون إسكات المواطن بإدراج كلمة «الرؤية» في أعذارهم، لطمس حقائق سلبيتهم، ففي كل كلمة أو تبرير لقصور؛ لكي يصمت المراجع يقولون: نحن نسير ونخطط وفق رؤية 2030، وهم أبعد ما يكونون عنها.
الرؤية لها أهدافها وطموحها الاقتصادي والترفيهي والسياحي، وكذا الاهتمام بجودة حياة المواطن عبر دعمه مادياً أو بإتاحة فرص العمل للشباب، أو تخفيف بعض الأعباء المادية عبر الضمان وحافز... وغيرها من مشاريع الدعم، ولكن هناك مَن يُعرقل هذا الدعم، وعذرهم أنهم يُطبِّقون أهداف الرؤية، وهم في طريق بعيد عن مسارها.
فمثلاً، في المجال الصحي، يقررون إغلاق بعض المراكز الصحية التي تخدم كبار السن ببعض القرى، ويتحججون بأن الرؤية تُلزمهم بفتح مراكز أكثر حداثة.. وهذا ما نتمناه جميعاً، ولكن عليكم بإنجاز المركز الجديد أولاً، ثم إغلاق القديم.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، في قرية المرامية، هناك مركز حديث جاهز منذ سبع سنوات بمعداته، ينقصه الافتتاح، فمتى نبدأ العمل فيه لخدمة الأهالي والمواطنين؟!.
وفي الأمانات، هل تمنع الرؤية من تطوير وإنشاء الحدائق والمتنزهات كوسائل للترفيه؟، والإجابة - بالطبع- لا، إلا أنه يتم إغلاق بعض الحدائق في بعض المدن من أجل استثمار ما؛ ربما في غير محله.
* خاتمة:
رؤية المملكة 2030 واضحة وصريحة، وهدفها تنوع مصادر الدخل لراحة المواطن وتحسين جودة حياته، وتطوير مشاريع البنية التحتية، من صحة وتعليم وإسكان وبلديات، بأعلى معايير الجودة.. ولكن هناك من يستغلها كشعار، تكاسلاً، ليتنصَّل من مسؤوليته، وهنا لابد من حساب المقصِّر، فقيادتنا الرشيدة تُسخِّر كل الإمكانيات من أجل الوطن ورفاهية المواطن.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
