Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

شيء من آداب المراسم والتشريفات

شذرات

A A
مسألة المراسم أو ما كان يُسمى بروتوكولات التشريفات، لم تحظَ بشكل عام بدراسة مستوفاة لمراحل التطوير التي مرّت بها، رغم الأهمية البالغة لها.

وهذا ما دوَّنه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق - رحمه الله - في المقدمة التي كتبها لكتاب: (الدبلوماسية والمراسم السعودية.. تاريخية، تنظيمية) تأليف الدكتور عبدالرحمن بن محمد الحمودي.

وقد جاء الكتاب نتيجة تطبيقية مارسها المؤلف، واكتسبها خلال عمله بالمراسم الملكية لأكثر من أربعين عاماً، وقد عرّج في كتابه على التعريف بالدبلوماسية الإسلامية والعربية، والسفراء الذين حملوا الكتب المرسلة من رسول الله إلى الملوك والأمراء، وردود الفعل تجاه تلك الرسائل، وتحدّث عن دور الحجابة في تحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

وما أحوجنا إلى تدوين المراسم والبروتوكولات الحياتية في مجتمعنا، هناك مراسم لعقود القِران، وأخرى للزواج، ومراسم للعزاء، ومراسم لحفلات التكريم، ومراسم لزيارة المريض، ومراسم لتناول الطعام، ومراسم متعددة للمعاملات اليومية على النطاق الرسمي وغير الرسمي، اجتهدتُ في تدوين بعضها قبل ثلاثة أعوام، وشملت التوزيع الجغرافي للبلاد، فبعض الطقوس قد تختلف في شرق المملكة عن غربها وشمالها عن جنوبها، وهكذا، إلّا أن التباين الذي يقع في نفس المنطقة يجعل المرء حرجاً، ما لم يتعمق في فهم ذلك التباين.

هناك مادة تدرّس في بعض الجامعات بعنوان: (المراسم والبروتوكولات الدولية)، وهو أمر مفيد لطلاب وطالبات العلاقات العامة، وبقي العناية بالمراسم والبروتوكولات المحلية والإلمام بها.

وكما ذكر مجموعة من طلاب الماجستير في العلاقات العامة، في الورقة التي أعدوها، فإن لبروتوكولات التشريفات واستقبال الضيوف والوفود أصلاً أصيلاً في التراث الإسلامي والعربي، حيث توارثوها وتمسكوا بها.

والورقة التي اطلعت عليها، كانت تهدف إلى إبراز أهم آداب بروتوكولات التشريفات في التراث الإسلامي، ومنها ضيافة الثلاثة أيام آنذاك، وفيها حديث رواه مسلم في صحيحه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «الضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه».

ومن بروتوكولات التشريفات في التراث الإسلامي، حُسن استقبال الضيف وملاطفته، والترحيب به، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما جاءه وفد عبد القيس، حيث قال: «مرحباً بالوفد الذين جاءوا، غير خزايا ولا ندامى»، رواه البخاري.

ومن آداب الضيافة أن يبدأ بالأكبر ثم الأيمن فالأيمن، ورسول الله يقول: «الأيمنون، الأيمنون، ألا فيمّنوا».

ومن آداب الضيافة مرافقة الضيف والخروج معه إلى باب الدار، ولا يغلق الباب إلا بعد انصراف الضيف. وقصة الرجل الذي زار الإمام أحمد بن حنبل معروفة، يقول الرجل واسمه أبو عبيد: «فلما أردت القيام قام معي، لأن من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار وتأخذ بركابه».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store