Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

إكساب طالب المرحلة الابتدائية المهارات الأساسية

A A
انتشر فيديو في أيام الاحتفال باليوم الوطني 93 كان عنوانه: (الله لا يحطني مكان المذيع)، حيث كان سؤال المذيع لمجموعة من الأطفال: «إيش تقول في يوم الوطن»، ويتقابل مع مجموعة من الطلاب والطالبات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 -12 سنة، وكانت إجابات الأطفال ليست عشوائية فقط، ولكنها تنم عن عدم استيعاب للحدث الوطني الكبير، وعدم القدرة على استخدام الألفاظ والجمل المناسبة، ناهيك عن ضعف التواصل من حيث استخدام لغة الجسد.

وحقيقةً، إنه فيديو يُظهر ضعف مخرجات التعليم في المرحلة الابتدائية، ومنها القدرة على التحدث، وهنا نأتي لدور المدرسة والمعلم في العملية التعليمية.. وقد شاهدنا أيضاً المؤتمر الصحفي لمعالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان في يوم المعلم العالمي، والخطوط العريضة في سياسة ومنهج التعليم في المملكة، والتي ترتكز - كما أوضح - على: «المعلم، والمناهج، والبيئة التعليمية»، وبما ينعكس على مستوى الطالب في المراحل الدراسية المختلفة.. ولو نركز على هذا الهدف فقط؛ فالمعلم لإزال بحاجة إلى الكثير من التدريب؛ على تطبيق واستخدام أساليب تدريسية متطورة، حيث لم يعد ملقناً للمحتوى، ولكنه ميسراً للتعليم؛ ولازلت أتذكر المبادرة التعليمية: (علّمني كيف أتعلّم)، والتي تعتمد على استراتيجيات التدريس الحديثة، ومنها: التواصل اللفظي وغير اللفظي، ولعب الأدوار، ومهارات التفكير الناقد والإبداعي.. وغيرها.

ومع أن وزارة التعليم مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين؛ قد أولت اهتماماً كبيراً للموهوبين ورعايتهم، وتقديمهم في المحافل الدولية، وذلك سعياً لتحقيق مستهدفات المملكة في رؤية 2030، ولدينا الآن الآلاف من الموهوبين والموهوبات حصلوا على جوائز عالمية في الأولمبياد الوطني للرياضيات، والحساب الذهني، وفي الفيزياء والكيمياء.. ولكن أنا أتحدث هنا عن المستوى العام للطالب الذي يحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية؛ لإعداده لسوق العمل، وأن يكون مواطناً منتجاً؛ فالمرحلة الابتدائية هي الأساس في نمو ونجاح الطالب في بقية مراحل التعليم، ولابد أن يكون هناك أهداف محددة ترتكز على: أولاً - شخصيته، وثانياً - اكتسابه للمهارات المفتاحية الأساسية وهي: القراءة، والكتابة، والتحدث، والمهارات الحياتية.. لذا لابد أن ترتكز المناهج والمناشط على تلك الأهداف.

ثم يأتي دور المعلم وإعداده وتدريبه، وخاصةً على استراتيجيات التدريس الحديثة، ولعل أهم الأنشطة الداعمة هي العروض التقديمية Presentations ، والتي تتطلب من الطالب عرض موضوع معين.. وهو نشاط تقوم به مدارس دول العالم الأول، حتى في رياض الأطفال، مما يكسب الطالب مهارات القراءة، والكتابة، ومهارات التحدث ومواجهة الجمهور، ومهارات لغة الجسد، فضلاً عن التثقيف والتعلم، واكتساب اتجاهات وقيم أخلاقية، مما يؤدي إلى وعي أعمق للعلم والمعرفة. كما تكسب الطالب الثقة في النفس من خلال معرفة الذات وحسن تقديرها.

وهناك استراتيجية أخرى وهي لعب الأدوار، وهذه من أهم الاستراتيجيات في المرحلة الابتدائية، حيث يقوم الطلاب المشتركون بتمثيل أدوار في مواقف مصطنعة لتقريب الواقع، وجعله أكثر فهماً، فهذا التدريب يكسب الطلاب الكثير من المهارات التواصلية والمعرفية، بالإضافة لكونها علاج لحالات الانطواء عند الطالب، بل تكسبه الكثير من الألفاظ المناسبة للموقف التعليمي، الذي لا يكون سوى أنموذج لطريقة التحدث في المجتمع الخارجي.. بل إنه أسلوب يُنمِّي أدب الحوار، والمناقشة، مما يُعزِّز اهتمام الطالب بالدرس، ويجعله أكثر فهماً وحلاً للمشكلات العلمية، وهنا يأتي دور المعلم في تحويل الدرس إلى إبداع.

وأخيراً، نصل للبيئة التعليمية وأهميتها في مساعدة المعلم في التهيئة لاستراتيجيات التدريس الحديثة.. فهل الفصول الدراسية مهيأة لتحويل الفصل إلى مسرح مصغر، تتغير فيه القوالب الجامدة إلى نمط مسرحي سريع؟، وهل تتوفر الإمكانات والمواد والأدوات التعليمية المناسبة؟، وكم عدد الطلاب في الفصل؟، أم لازال التكدس هو السمة الغالبة على الفصول؟!.

نتمنى من معالي الوزير، ومن هيئة تقويم التعليم، دراسة البيئة التعليمية، وتحديد مخرجات التعليم.. وليس فقط الخروج بنتائج؛ أن مستوى الطالبات أفضل من مستوى الطلاب كما تفعل ذلك دائماً!! وقياس مستوى الطالب في تلك المهارات ودوره الإيجابي للمهارات الأساسية، وأننا إذا لم نتدارك ذلك، فسيخرج لنا جيل بأكمله - وخاصة بعد دمج مقررات اللغة العربية في منهج واحد- لا يتقن التحدث، وفن الحوار، ولا يفقه مهارات الكتابة والقراءة، وتستمر المشكلة طوال المراحل الدراسية، وربما للوصول للجامعة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store